تعني كلمة الربض، الضاحية ويطلق أيضا على الحي، وجمعها الأرباض، وتوجد بضواحي مدينة تلمسان عدة أرباض، يقطنها بعض التلمسانيين الذين يشتغلون بالحقول والبساتين وبفلاحة الأرض. وكانت للعديد من الأسر التلمسانية منازل ودور في الضواحي والأرباض، يترددون عليها حينا وعلى المدينة أحيانا، وخاصة في فصل البذر والحصاد، وكانت هذه الأرباض هي التي تزود سكان المدينة بمختلف أنواع الخضر والفواكه والحبوب.
فقد كانت لآل مرزوق حقول زراعية بالعباد، وبعض الدور يترددون عليها، وكان جد هذه الأسرة يقوم بفلاحة الأرض، ويفضل الإقامة بالعباد العلوي عن المدينة 1، فكان يجلس في البيت الذي يطل على قبر الولي الصالح أبي إسحاق الطيار 2، كما كان أبو العباس أحمد بن مرزوق والد الخطيب، يقضي معظم يومه في بساتينه، ثم يخرج إلى المسجد الكائن بأعلى العباد، وهو مسجد الغزالة، يؤدي صلواته ثم يعود في الليل إلى تلمسان 3.
ومن الأرباض أيضا بتلمسان، موضع يعرف بـ ربض بني مستار 4، وربض آخر يقع بالقرب من مسجد إيلان غرب المدينة، ولعل عمران هذا الربض قد اندثر وزال في القرن الثامن هجري، لأن ابن مرزوق يشير إلى أنه كان عبارة عن ساحة تنطلق منها الأحمال الكثيرة من الصوف الرفيع، إلى الأسواق المختلفة مغربا ومشرقا 5.
1 : يذكر المؤرخون أن قرية العباد تنقسم إلى قسمين: العباد السفلي والعباد العلوي.
2 : محمد ابن مرزوق الخطيب، المجموع، مخطوط، الرباط: الخزانة العامة، ميكروفيلم رقم 20، ورقة 13.
3 : المصدر السابق نفسه، ورقة 4.
4 : السابق نفسه، ورقة 14.
5 : وهذه الأسواق كانت ببعض المداشر القريبة من تلمسان، مثل مدشر صيطور المشهور بالقمح، ومدشر بترشت بجوار قرية الحنايا على بعد أميال من تلمسان، ومدشر بني إدريس بالقرب من جبل بني ورنيد المطل على العباد. أنظر:محمد ابن مرزوق الخطيب، المجموع، مخطوط، الرباط: الخزانة العامة، ميكروفيلم رقم 20، ورقات 2-22-40.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com