الجزائر غنية بجمالها ورجالها، ويبقى هذا الثراء سرا من أسرارها التي تكشف عنها كما تكشف الكنوز عن دررها، يبقى السر في مفهومنا التقليدي الجمال الداخلي الذي هو جوهر الجمال الذي يفيض على ما نشاهده ونقرأه، ولهذا كثيرا ما نصف هذا الجمال بالسر، فنقول فلان “ مسرار” وفلانة عليها السر”، وفي أدبنا الجزائري كشف لنا صباح أمس اتحاد فرع كتاب سوق أهراس الذي نزل ضيفا على فرع اتحاد كتاب العاصمة فأبهرنا شعرا وقصة ونشاطا...
افتتح النشاط الثقافي بقراءة آيات من الذكر الحكيم من تلاوة الأستاد محمد سعيد. ثم القى رئيس فرع اتحاد الكتاب بالجزائر العاصمة، الاستاذ جمال سعداوي، كلمة رحب فيها بوفد سوق أهراس باعتباره ضيف العدد الأول من فروع اتحاد الكتاب الجزائريين، والذي سيستضيف فيه فرع العاصمة كل الفروع من أجل التواصل وتحريك الساحة الثقافية وإعطاء فرصة لأدباء الجزائر العميقة من أجل البروز على المستوى الإعلامي والجماهيري والاحتكاك مع إخوانهم من الأدباء في العاصمة.
بعد كلمة الترحيب، ألقى جمال خليفة رئيس فرع اتحاد كتاب سوق اهراس الأدبي، كلمة مرحبا بالحضور، ثم أعطى نبذة عن تاريخ سوق أهراس الأدبي والثقافي منذ “ أبوليوس” صاحب كتاب “ التحولات” المشهور “ بالحمار الذهبي” و« الأزاهير “ إلى مصطفى كاتب، كاتب ياسين، الطاهر وطار، كما استعرض رئيس فرع كتاب سوق أهراس نشاطات الجمعيات الثقافية بالولاية، وذكر الكثير من الكتاب والشعراء الذين تزخر بهم الولاية، والنشاطات التي قام بها الفرع في هذا المجال الأدبي الإبداعي من لقاءات أدبية نصف شهرية، أمسيات شعرية في الإقامات الجامعية في المناسبات المختلفة، الأمسيات الخاصة بالفرع، لقاء شهري يستضاف فيه كاتب جزائري، كما عرج على النشاطات الأخرى كأدب الطفل والإعلام.
بعد استعراض نشاط فرع اتحاد الكتاب بسوق أهراس، فسح المجال لقراءة الشعر حيث صعد المنصة الشاعر توفيق سالمي وقرأ قصيدة جاء في مطلعها:
« تمزقت، داريت جرحي
وحين تفجرت.. لم أدر أي جروح أداري”...
كما ألقى قصيدة أخرى تحت عنوان “سمراء” والتي قال في مستهلها :
«سمراء في سعف النخيل وجدتها
تبكي الأصالة يحسي دمعها السعف”...
ثم قرأ قصيدة بعنوان “القصيدة التي لم تقرأ “ وهي قصيدة ضد الشعر التعتيمي الغامض الذي يلبس لباس الغرابة والتخفي تحت موضة الحداثة والتي مما جاء فيها :
« أنذكر الحب إذ لا حب يجمعنا
ونركب البحر والأمواج اعصار
أفي الحداثة ما قولا تحدثني
أفي الحداثة أن الشعر أحجار
أفي الحداثة أن الفهم منغلق
أم في الحداثة أن اللغو أشعار”...
كما ألقى الشاعر سمير عناب عدة قصائد منها “فرس رهان” والتي جاء فيها “ باتت تراجع في الظلام حسابها”...
كما ألقى قصيدة يمدح فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بعد الإساءة إليه من الفيلم والرسوم
« وبوحي بوصل من رأوك فربما
أجود بحرف في الصفوف الأوائل
أنا عن شرار القوم لست بغافل
أذب عن شرف الرسول بوابل “
كما قرأ القاص مراد ڤرابة قصته “ أرجوحة” والتي تروي مأساة اجتماعية طالما يعاني منها المجتمع الجزائري وهي اليتم وزوجة الأب، ثم ارتكاب الجريمة، والقصة بأسلوب شاعري مكثف أمتع فيه القاص الجمهور، الذي حضر النشاط الثقافي. ثم قرأ رئيس فرع اتحاد كتاب سوق أهراس من قصائده “ رفقا بنبضي أيها الحرف “ وقصيدة فلسطين “.. لينتهي النشاط الثقافي بعرض شريط مصور حول نشاطات فرع اتحاد الكتاب الجزائريين بسوق أهراس.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/09/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ابن تريعة
المصدر : www.el-massa.com