الرياح التي تجعل الموج مخيفا، هي ذاتها التي تعطي للشراع قوة الدفع، وهكذا يكون علينا خلال الإبحار أن نستخدم كل أجزاء القارب باعتدال «الصاري، الدفة، العجلة» وننطلق إلى الأمام.الإبحار؛ مصطلح معمول به في العالم الافتراضي، وأظن أن من وضعه أول مرة، كان يدرك جيدا قيمة الاعتدال، أو بمعنى أدق «التوازن».
بمقدار ما تمّ تمييع «الكتابة الأدبية» بما هو متاح عبر وسائل الاتصال، فإنه يمكننا القول أن جميع الحدود المانعة انهارت أمام الكلمة الحرة، فصارت الفرص سانحة لمرور التجارب الأدبية إلى أبعد نقطة في المستقبل، إننا إذ نكتب، فنحن وجها لوجه أمام قطاعات انتشار متقلبة ومتذبذبة ومتحركة ودائمة التجدد.
في سنوات ماضية ارتبط اسمي بهذه الصفة؛ الشاعر! لكنني فيما بعد، وجدت نفسي كمن يحمل شيئا يمنعه من استخدام أجزاء القارب بطريقة جيدة، قلت: «إنّني مبحر..عليّ إذًا أن أتخلّص من كل الأشياء الزائدة وأنطلق..».
في بداية 2018 تخلّصت من عقدة الورق واتجهت إلى النشر الالكتروني.
«حبيباتي بالتصوير البطيء»؛ كتابي الجديد، أنجزت نصوصه بمتعة كبيرة لا تضاهى وأرسلتها إلى دار «النقطة» وتمّ الاتفاق على النشر، لكن ليس ورقيا بل إلكترونيا فحسب، مع ملاحظة أن:
الجيد في هذا الخبر؛
حبيباتي بالتصوير البطيء متوفرة مجانا، في الفضاء الافتراضي، حيث بنقرة واحدة على سهم أخضر عريض تبدأ عملية التحميل، هيا نقرأ، مئة قصة وقصة.
السيء في هذا الخبر؛
أنّني سأعيش محروما من التقاط صور سيلفيات لطيفة مع صديقات جميلات يرفعن كتابي بأيدهن ويبتسمن وأصدقاء تبدو عليهم ملامح الهمة والريادة وهم يحصلون على توقيع بخط يدي. هذا بالضبط ما يمكن تسميته ب «أجواء احتفالية» سيعيد الفيسبوك تذكيرنا بها لاحقا، ولكن، في حالتي هذه ستظهر رسالة مفادها: («علي» لديك 0 من الاحتفالات)..
لديّ ماذا؟
لديك صفر من الاحتفالات.
صفر بالكامل! صفر بالكامل..هذا كثير جدا..أنا لا أصدّق!
تحدّثت كثيرا دون أن أقدّم نفسي..
مرحبا؛ علي مغازي، من مواليد 1970 بجنوب الجزائر،
أنا أستاذ نفسي وتلميذ الرغبة، أعتز بصداقة تجمعني ب «هنري ميللر» في قبره و»جيروم ديفيد سالينغر» الذي يؤسفني أنه مات يوم عيد ميلادي في 2010؛ 28 يناير.
صدر لي عام 2002 مجموعة شعرية بعنوان: «في جهة الظل»، منشورات اتحاد الكتاب الجزائريين، ثم قدمت نفسي في 2004، ك «ناص»، وبدأت بنشر أولى تجاربي في الكتابة المخلصة للذات والواقع.
في 2008، نشرت «حبيباتي»، عن دار «ميم» بالجزائر، وهي المجموعة الشعرية التي حقّقت نجاحا لا بأس به، وتمّت ترجمتها إلى الفرنسية لتصدر بعنوان: «الحياة دائما في الأزرق» في 2014، عن دار «ميم».
في 2016، عدت لتلك الساحة المسماة «أدبية» بعنوان مثير، يلخّص نظرة عبّرت عنها سابقا، مفادها أنّني لست بشاعر ولا بناقد ولا بروائي، إنني «ناص» فحسب، وأنا أكتب لأصنع ذائقة وليس لأكرّس فكرة، وكانت عودتي بكتاب «من ضلعها خلقتُ»، الصادر عن دار «النقطة»، 2016.
قال لي ناقد شاب، أحاول أن أصنف نوع النصوص التي تكتبها، قلت له، «لا تشغل بالك كثيرا، أنا مؤسّس مدرسة جديدة يمكن تسميتها ب «أدب الطّيات» والكلمة مستلهمة من تلك الطية اللعينة التي تشكلها المرأة خلال عملية التسياق»، وميزة هذا الأدب أنه خال تماما من الأدب بالمعنى الأخلاقي، إنّه كتابة مخلصة للتّفاصيل؛ طية وراء طية وراء طية وهكذا. ا . ك
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 25/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net