الجزائر

أخطاؤهم قاتلة وسلوكاتهم تزيد من المعاناة والألم مرافقو المرضى محل إزعاج وخطر على المريض



أخطاؤهم قاتلة وسلوكاتهم تزيد من المعاناة والألم              مرافقو المرضى محل إزعاج وخطر على المريض
يضطر بعض المرضى إلى ملازمة الفراش أو المستشفى في الكثير من الأحيان، وأن يلازمه شخص ما من أقاربه يدعى “مرافق المريض”. هذا الأخير الذي يفترض فيه مساعدة المريض والتخفيف من معاناته، ولكن نتيجة للجهل والتهاون التي قد تطبع هذا المرافق يتسبب في عواقب وخيمة على صحة المريض، وبين تحذير الأطباء وتهاون بعض المرافقين يبقى المريض من يدفع الثمن قد تتطلّب حالة المريض المكوث في المستشفى عدة أشهر بحسب نوع المرض؛ لذلك يلازم المريض مرافقا يفترض فيه توفير العناية والرعاية الخاصة لذلك المريض فيكون مسؤولاً عن نظافته سواء الشخصية أو نظافة المكان وجميع المرافق التي يتم استخدامها وكذا الالتزام بكافة الأوامر والتعليمات التي يمليها الممرض أو الطبيب على المرافق الذي يفترض فيه أن يكون وسيلة لتخفيف الألم لا مضاعفته، ولكن المرافق ونظرا لعدة أسباب وعوامل قد يرتكب أخطاء فادحة تلحق الضرر بالمريض. يرتكبون أخطاء قاتلة في الكثير من الأحيان يتسبب مرافقو المرضى في أخطاء من شأنها أن تحدث عواقب وخيمة على صحة المرضى، وفي هذا السياق تحدثنا مع العديد من الحالات، بداية مع السيدة “أسماء” التي صادفناها في أحد المستشفيات الحكومية من أجل إجراء فحص طبي، روت لنا مأساتها خلال فترة مرضها، حيث كانت تعاني من مرض في الكبد وطوال فترة مكوثها في المستشفى رافقتها شقيقتها التي قامت بإطعامها قطع من اللحم ظنا منها أن المصل لا يشبعها وهي في حالة صحية تتطلب منها الغذاء، هذا التصرف من شقيقتها وبحسن النية كاد أن يودي بحياتها، حيث تعرضت إلى مضاعفات أدخلتها غرفة العناية المركزة، لأن الكبد عجز عن إفراز سموم قطع اللحم، الأمر الذي جعل الطبيب يطلب من عائلة “أسماء” استبدال المرافق.أما السيدة “نوال” فحكت لنا قصة جارتها الحاجة “خدوجة” التي كانت تحت العناية في مستشفى تعاني من مرض في القلب، كانت مرافقتها كنتها التي ظنت أن حماتها تحتضر عندما اشتد بها الألم، فبدأت في البكاء، ثم منعت الطبيب الاقتراب منها حتى تتمكّن هي من تلقينها الشهادة، ظانة أن إدخالها إلى العناية قد يعيق هذه العملية. وفي أثناء هذا الصراع مع مرافقة الحاجة “خدوجة” كادت هذه الأخيرة أن تفقد حياتها حتى اضطر أعوان الأمن إلى إبعادها كي يتمكّن الطبيب من أداء عمله المعتاد. أما “سعاد” فقد أصرت على إطعام والدتها التي كانت تضع أنبوبا عن طريق الأنف يمدها بالغذاء، وبحجة أنها تتماثل للشفاء رأت أنه بإمكانها نزع الأنبوب!! هذه المبادرة الغبية وغير المدروسة كادت أن تكلف أمها حياتها. هي أخطاء كثيرة قد يرتكبها مرافقو المرضى وبحسن النية في أغلب الأحيان قد تزيد من شدة المرض في الوقت الذي وجد فيه المرافقون من أجل المساعدة في مقاومته.تحركهم عواطفهم وحرصهم على مرضاهمولدى تقرّبنا من البعض منهم لمعرفة مدى وعيهم بالمهمة الملقاة على عاتقهم، صادفنا العديد من الحالات، مثل “حياة” التي تقول في هذا السياق إنها مضطرة إلى الجلوس إلى جانب والدتها في الوقت الذي تجهل فيه الكثير عن مرضها، ما يجعلها في كل مرة تحتار ولا تجد ما تفعله عندما تطرأ بعض الأعراض عليها، والتي تجعلها في بعض الأحيان تتصرف من تلقاء نفسها.وحسب “حياة” فهذا الأمر (أي عاطفتهم تجاه مرضاهم) هو الذي يجعل الكثيرين يقدمون على أخطاء فادحة، فعلى حد قولها “من الصعب أن نرى شخصا قريبا منا يتعذّب دون أن نحرك ساكنين”.وفيما يخص مرافقي الأطفال، حدثتنا السيدة “عتيقة” التي رافقت ابنها الرضيع لمدة شهر كامل في المستشفى بسبب معاناته من الربو، قائلة إنها ارتكبت في الكثير من الأحيان أخطاء في حق ابنها، ويتعلق الأمر بكثرة الأدوية ومواعيدها، ففي الوقت الذي يتوجّب على الممرضة القيام بهذا العمل أوكلته إلى أم الطفل التي تنسى كثيرا ولا تفرّق بين الأدوية نظرا لكثرتها وتشابهها، وبالرغم من وجود ابنها تحت رعاية الأطباء إلا أنه تعرض للأخطار في الكثير من الأحيان. وفي هذا السياق قالت السيدة عتيقة “كنت أتكفل بولدي وكأنه في البيت، فالمسؤولية كلها ألقيت على عاتقي، لكني جاهلة وكثيرا ما تكون تدخلاتي في غير محلها”.ومنه تبيّن أن معظم تصرفات مرافقي المرضى تصدر عنهم من فرط خوفهم على مرضاهم وعندما توكل إليهم مسؤولية رعايتهم. تجمعات، رنّات هواتف ومشادات كلامية في غرف المرضىالحديث عن موضوع مرافقي المرضى يذهب بنا إلى طرح المشاكل والإزعاجات التي يحدثها هؤلاء في غرف المرضى، هذا ما رأيناه عند زيارتنا جناح طب النساء في مستشفى الثنية، وعلى الرغم من أن زيارتنا كانت في الفترة المسائية إلا أن هذا الجناح كان يعجّ بالزوار والغريب أن بعضهم جاءوا لزيارة المرافقين أيضا، فكان هذا الرواق يشهد حركة غير عادية. أول غرفة دخلنا إليها كانت تضم ثلاث مريضات ترافقهن ثلاث أخريات مندمجات في الحديث لدرجة أنهن لم تلاحظن دخولنا!! أما المريضات فكل واحدة غارقة في ألمها تتأمّل ما حولها. والسؤال الذي بقي يدور في ذهننا هو أين تأوي هذه المرافقات في الليل، حيث إن الغرفة لا تسع لأكثر من ثلاث أسِرة؟1وفي غرفة أخرى وجدنا مرافقة تجلس على السرير إلى جانب المريضة وتتحدث في الهاتف ليرتفع صوت قهقهتها إلى آخر الرواق، في حين يشتكي المرضى من هذه التصرفات غيرال مسؤولة والتي تزيدهم ألما على ألمهم، في الوقت الذي كانوا ينتظرون منهم الكثير من الدعم النفسي والمعنوي.الأطباء يؤكدون أهمية اختيار أشخاص أكفاء ومسؤولين وفي هذا الإطار، ارتأينا التقرب من بعض العاملين في السلك الطبي على غرار الأطباء وشبه الطبيين، حيث التقينا الطبيب “يوسف.ت” الذي أكد أن مرافق المريض يستوجب عليه أن يكون شخصا مسؤولا، وذو مستوى معين يجعله لا يرتكب أخطاء قاتلة، كما يضيف أنه من الواجب عليهم اتباع نصائح الطبيب وعدم الاجتهاد في الأمور الطبية التي تخرج عن نطاقهم. كما أوضحت القابلة “صبرينة” أن الكثير من المرافقين يعيقون عمل الطبيب، لذلك من الضروري أن يكونوا على درجة كبيرة من الوعي.وعلى الرغم من الأخطاء والسلوكيات السلبية التي قد تصدر منهم، يبقى مرافقو المرضى عنصرا لا غنى عنه في مساعدة المريض وحتى الطبيب.دباري فيروز


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)