الجزائر

"أخضر يابس" فيلم قصير طال من صناعه




بعد مرور 50 دقيقة من فيلم ”أخضر يابس” تتبادر إلى ذهنك فكرة أولى مفادها أن الفيلم كان عبارة عن شريط روائي قصير، غير أن المخرج أراد تحويله إلى فيم طويل، وما يعزي هذا الطرح أكثر هو السطحية الزائدة عن اللزوم في التعامل مع أحداث الفيلم على قلتها.في أحد شوارع القاهرة القديمة يشدك صوت الطرامواي الذي تستقله ”إيمان” كل يوم للذهاب إلى عملها، هذه المرأة تعيش حالة من الكآبة نتيجة عوامل عديدة فهمي يتيمة الأبوين وتعيش في شقة صغيرة رفقة شقيقتها، وهي طالبة في الجامعة، هذه الأخيرة يتقدم أحد لخطبتها فتطلب من أختها الحديث مع أحد أعمامها ليكون ولي أمرها يوم الخطوبة. يركز الفيلم على الروتين والرتابة التي تعيشها ”إيمان” بعيدا عن لغة الابتسامة، ولكن المخرج نقل هذه الرتابة إلى الجمهور بحكم سطحية الأحداث وعدم وجود عمق في الطرح، ناهيك على الاتجاه الواحد في الفيلم والخوض في تفاصيل غير مهمة، ما يجعل المتفرج يطرح التساؤل هل الفيلم قصير وتم تحويله إلى طويل؟ المخرج وقع في فخ تكرار نفس المشاهد، مثل مشهد الترامواي والقطار، حيث كرره أكثر من سبع مرات ولو أنه ربما يقصد بها تصوير الروتين اليومي للبطلة التي لا تعرف حياتها متغيرات عديدة ما عدا مرضها الذي ادخل إليها حالة من الشك، بالإضافة إلى خطوبة شقيقتها. يترك الفيلم العديد من الأسئلة المبهمة دون الإجابة عنها، حيث يحيلك هذا إلى أن المخرج وقع في ورطة من خلال الخوض في تفاصيل ليست لها تفسيرات، كأن تقوم ”إيمان” بفض غشاء بكارتها بعد إعلامها من طرف الطبيب بأنها لا تنجب الأطفال، ناهيك عن علاقتها بابن عمها والتي لم توضح خلال الفيلم إلا من خلال الإشارة إليها ولكن بقيت مبهمة، بالإضافة إلى نهاية الفيلم التي تركها المخرج مفتوحة، وهو الخيار الذي عزاه هذا الأخير بجعل الجمهور يطرح الأسئلة. وأقيمت ندوة على هامش العرض أدارها الناقد الفني طارق الشناوي، وحضرها أبطال الفيلم هبة علي والمخرج محمد حماد ومنتج العمل محمد حفظي، وتحدث الناقد طارق الشناوي في بداية الندوة حول أهمية الفيلم، مؤكداً أن أي مخرج يصنع فيلم للجمهور وليس للنقاد فقط، ولكن اللغة التي يتحدث بها الفيلم مازالت بعيدة ذهن الجمهور المصري ومع الوقت سوف يتم استيعاب الفكرة مثلما حدث مع فيلم ”السما والأرض”. وأكد محمد حماد مخرج العمل أنه بدأ العمل في الفيلم بإمكانيات بسيطة وأجور مؤجلة حيث رحب الفنانون بالعمل، وبالرغم من أن أبطال العمل غير مشهورين إلا أنهم كان لديهم الدافع للنجاح وتحملوا عناء التصوير لمدة 9 أشهر، مؤكداً أنه يجب التركيز على الكيف وليس الكم، وأكدت هبة على بطلة العمل أنها سعيدة جداً بالمشاركة في هذا العمل الذي يعتبر تجربة مهمة في مشوارها. وأكدت المنتجة خلود سعد أحد صناع العمل أن الفيلم بالنسبة لها كان حلما وقد تحقق، مشيرة إلى أن الفيلم عرض في عدد من المهرجانات الدولية، وهو ما يؤكد أهمية العمل الذي لاقى قبولا كبيرا من الجماهير والنقاد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)