الجزائر

أخصائيون يدقون ناقوس الخطر ومواطنون يضعون صحتهم على المحك غياب الثقافة الصحية جعل النهم الاستهلاكي لا يعرف حدودا



حذّر مختصون في الطب والصحة ممن تحدثوا إلى ”الفجر” من شراء السلع والمواد الغدائية الواسعة الاستهلاك خلال هذا الشهر الفضيل، سيما منها المباعة خارج المحلات التجارية وعلى حواف الطرقات والأرصفة، على غرار الزلابية، قلب اللوز، الخبز وكذا الحليب ومشتقاته والمشروبات نظرا لتعرضها لأشعة الشمس والأوساخ بشكل مباشر، ما يساهم في مضاعفة تعرضها للبيكتيريا التي تتسبب في أمراض ومخاطر صحية عديدة ”كالتيفوئيد” وغيرها.فعلى الرغم الإجراءات العديدة التي اتخذتها وزارة التجارة منذ 8 سنوات للحد من مثل هذه التجاوزات والممارسات التجارية غير الشرعية من خلال تجنيد مصالح التجارة لفرق المراقبة التي تقوم بدوراتها التفقدية بشكل مباغت على مدار اليوم، غير أن العديد من التجار يتخطون هذه القرارات ويعرضون هذه السلع على الأرصفة دون احترام الشروط الصحية، لتبقى مسؤولية الأفراد في المحافظة على صحتهم ضرورة قصوى لا يجب إغفالها، على اعتبار أن العزوف عن اقتناء هذه المنتجات يساهم بشكل مباشر في اقتلاع هذه الظاهرة من جذورها.
أكدت الدكتورة صراوي، مختصة في الأمراض الباطنية بمستشفى أحمد عروة بزيغود يوسف بقسنطينة في حديثها معنا بأن المستشفيات الجزائرية تشهد توافد أعداد هائلة من المرضى المصابين بالمغص المعوي والالتهابات المعوية، إلى جانب أمراض أخرى تتعلق بالتسممات الغذائية، وتناول الأطعمة المنتهية الصلاحية، أو تناول تلك التي تتعرض بصفة مباشرة لأشعة الشمس ما يتسبب بشكل فوري في إصابة المستهلك بمرض ”الدوسنتاريا”، حيث أشارت محدثتنا إلى أن الالتهابات المعوية التي يصاب بها المواطنون خاصة في فصل الصيف تتسبب فيها البكتيريا الموجودة في الأغذية التي تتعرض بصفة مستمرة لأشعة الشمس وكذا الملوثات الخارجية، مشيرة إلى أن أكثر الأمراض انتشارا خلال شهر الصيام هي التيفوئيد والباراتيفويد الناجمة عن تناول الأطعمة والأغذية السريعة التلف التي لا تتوفر على شروط السلامة الصحية، سواء تعلق الأمر بسبل عرض هذه المنتجات الغدائية، أو معايير تبريدها وحفظها، حيث يتسبب الذباب مثلا في نقل البكتيريا للأطعمة التي تباع على الأرصفة وقارعة الطرقات، ما ينجم عنه إصابة الشخص بنزلات معوية حادة وإسهال وقيء تصل أحيانا إلى الوفاة.
وأرجعت الدكتورة صراوي سبب انتشار هذه الأمراض التي تزيد حدتها خلال شهر الصيام إلى غياب الطب الوقائي وحملات التوعية والتحسيس، التي تقدم من خلالها الإرشادات الطبية المناسباتية، وهي الحملات التي من شأنها رفع الحس التوعوي لدى الأفراد الذين يتحملون مسؤولية مباشرة في المحافظة على صحتهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)