الجزائر

أخصائيون يُحذّرون من خطورة ازدحام المرور اليومي على صحة المواطن



أخصائيون يُحذّرون من خطورة ازدحام المرور اليومي على صحة المواطن
بات ازدحام المرور سيناريو يتكرر في طرقات الجزائر، رغم دخول "المترو" و"الترامواي" الخدمة في ثلاث مدن كبرى هي العاصمة، وهران وقسنطينة، حيث يعاني المواطنون من مأساة ازدحام المرور بصفة يومية، ولهذا حّر أخصائيين نفسانيين ومختصين من خطرها على صحة المواطنين. أوضح أطباء ومختصون نفسانيون، أن الاحتراق النفسي بات كابوسا يحرث صحة الجزائريين وأعصابهم، كما كشفوا أن هذا الاحتراق، يشمل أمراضا نفسية منها القلق والضغط والاكتئاب، والتي تنجم كلها عن طول المدة التي يقضيها المواطنون في الشوارع، والتي تصل في بعض الأحيان إلى ثلاث ساعات.وحذّر الأطباء إلى أن السكري والأزمات القلبية، والضغط الدموي أمراض عضوية قد يكون الازدحام المروي سببا في ظهورها أو مضاعفة خطرها.
وفي ذات السياق، قالت الدكتورة بادي بادية، إن الأمراض النفسية والعضوية الناجمة عن"الاحتراق النفسي" الذي يعانيه الجزائريون جراء زحمة المرور تتفاقم كل يوم في غياب إرادة حقيقية لحل هذه الأزمة، وأفادت بادية أنها توصلت إلى نتائج تساعد السائق جراء معاينتها لحالات عديدة، مما جعلها تتأكد من أن إشغال النفس بشيء مفيد هو الحل الوحيد، لتفادي الوقوع في أزمات نفسية، وأمراض عضوية يعاني منها مستعملو الطريق في المدن الكبرى على وجه الخصوص.
ويتركز الازدحام المروري في كبرى المدن كالعاصمة، وهران، عنابة، قسنطينة والبليدة، حيث أحصت مديريات الأمن العمومي التابعة للدرك والشرطة أزيد من 1200 نقطة زحام مكثف، تعيق السيولة وحركة المرور عبر طرقات وأحياء وشوارع هذه المدن، وتحصى مصلحة المركبات في الجزائر أكثر من 6 مليون و300 ألف مركبة، بعد أن كانت قبل 10 سنوات لا تتجاوز 4 ملايين سيارة، وهى مسألة لها ضلع في متفاقمة أزمة الازدحام حسب مختصين، يرون أن استيراد السيارات في الجزائر يتم بطريقة عشوائية.
وأرجع الضابط السامي السابق في الأمن الوطني وصاحب جمعية "طريق السلامة"، محمد العزوني، السبب الرئيسي لتفاقم أزمة المرور إلى عدم وجود مخطط وطني لتنظيم تسيير المرور فيما تعانيه كبريات المدن الجزائرية من ازدحام منذ عشريتين، وأجرى العزونى مقارنة بين الوضعية المرورية في فرنسا والجزائر، فقال إن مساحة فرنسا تقل عن الجزائر خمس مرات وتحصى 40 مليون سيارة غير أنها لا تعانى من أزمة في تسيير السيارات، بينما تعانى الجزائر، التي تفوق مساحتها مليونى كيلومتر ومربع، ولا تتجاوز المركبات 6 ملايين ونصف المليون سيارة من أزمة تسيير المرور.
كما انتقد ذات المتحدث عدم وجود مستودعات في العمارات لركن السيارات، وقال إنه كان من المفروض برمجة بناء مستودعات في كل العمارات بالمدن الكبرى للقضاء على مشكلة السيارات المتوقفة على حافة الطريق، والتي قال إنها سبب آخر من أسباب الازدحام داخل شوارع وأحياء المدن، ووجه العزونى نداء إلى السلطات لإنشاء هيئة ولائية وبلدية تعمل بالتنسيق مع السلطات المحلية، مهمته الإشراف على وضع مخطط مرور والتنسيق بين بلديات المدن المعنية للقضاء على الازدحام.
من جهته، دعا رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع، عبد القادر بوشريط، في تصريح له إلى وضع مخطط عام لتسيير المرور، والنقل الحضري في كبريات المدن وفى المدن الأخرى، وقال إن الهيئة التي يشرف عليها قدمت مقترحات لوزارة العدل منذ خمس سنوات، ترتكز على توزيع عادل لخطوط النقل داخل المدن وما بين الولايات، وسجّل المتحدث عدم وجود دراسة لخارطة النقل في البلاد، وهو ما أدى إلى "كارثة" في المرور- حسبه-.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)