كان هناك دائماً صراع بين الغرب والشرق ولا يزال، لقد تصدى قديماً الفرس لليونان والرومان ثم تصدى العرب المسلمون للرومان وطردوهم من الشرق الأوسط بعد استعمار يوناني روماني له دام قرابة ألف عام ثم عاود الغرب الكرة محاولاً إبادة العرب في الحروب الصليبية فقضى عليه الأكراد والمماليك وطهروا سورية الكبرى منه ثم حمل الراية بعدهم الاتراك فكونوا سداً منيعاً في وجه الهجمات الصليبية الهمجية، ونظفوا سواحل البلاد العربية وشمال افريقيا من الاستعمار الصليبي ودافعوا عن الشرق العربي 400 سنة بل وسيطروا على البلقان ووصلوا أسوار فينا 'النمسا'، وفي الحرب العالمية الأولى طعن العربُ الأتراكَ من الخلف فخسروا ولولا الاتحاد السوفياتي الذي قدم للعرب في القرن العشرين السلاح والدعم لأباد الغربُ العرب وأصبحوا في خبر كان أو في مزابل التاريخ.
ويقول شارل يوست في مقال له في مجلة 'فورين أفيرز' أي الشؤون الخارجية وقد كان هذا أستاذاً جامعياً في جامعتي كولومبيا وجورج تاون كما كان سفيراً لأميركا في كل من سورية والمغرب والأمم المتحدة ومستشاراً للرئيس جونسون ومبعوثاً رئاسياً للشرق الأوسط ومصر وزميلاً في معهد بروكنجز بالإضافة إلى عضويته في مجلس أمناء الجامعة الأميركية في القاهرة، فهو يعرف الشرق وتاريخه جيداً. يقول 'يوست' في مقاله عام 1968م: كادت أوروبا أن تصبح قارة مسلمة فالمسلمون في اسبانيا وصلوا جنوب باريس كما سيطر الأتراك على البلقان ووصلوا أسوار فينا ولما كان الشرق الأوسط قد اتصف بالحياة والحيوية على الدوام ويشكل خطراً على اوروبا فقد اتفقت الدول الغربية على تقسيمه إلى دويلات صغيرة قليلة السكان تضم ثروته البترولية ودول كبيرة ذات عدد سكاني ضخم كمصر بدون ثروة ولا تستطيع اطعام سكانها فالدويلات النفطية بحاجة إلى الخارج لحمايتها والدول الكبيرة بحاجة إلى الخارج أيضاً لاطعام سكانها وهذا يعني أن كلاهما بحاجة إلى بريطانيا واميركا للحماية والإطعام وإذا كان الرائد لا يكذب أهله فإن المجلات السياسية الغربية طافحة بمقالات المحافظين الجدد 'الأميركان' وغيرهم الذين ما انفكوا يرون في العرب والمسلمين عدواً تاريخياً سواء بعد 11/9 أو قبله بتأثير مصالحهم وأحقادهم الصليبية فهذا الجنرال اللنبي يتواقح في خطابه في أعيان القدس بعد احتلالها في الحرب العالمية الأولى من اخوتنا الأتراك ويقول 'لقد انتهت الآن الحروب الصليبية' ولكن أرى أنها مستمرة وتأخذ أشكالاً شتى: منها منع النهضة، والوحدة وإقامة اسرائيل في فلسطين قلب العالم العربي للقضاء عليه وقد تجلى العداء بطابع ديني مسيحي يهودي فهذا هارولد ويلسون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق يقول: 'كان اليهود يحملون بانشاء دولة ولكن نحن الذين حولنا حلمهم إلى حقيقة' وهذا أوباما يقول: 'العلاقة بين أميركا واسرائيل لا يمكن فصمها أو كسرها، وشرعية اسرائيل أمر غير قابل للنقاش، هذا التزام منى لكم'، والخلاصة: لقد التهمت أميركا زعيمة الغرب العالم العربي فهذه قواعدها تطرزه من القنيطرة في المغرب إلى جزيرة العرب وليت الأمر اقتصر على ذلك فإن الدول العربية التي تدور في فلك أميركا، والمسماة بدول الاعتدال تقوم بدور كلب الحراسة لها وأكبر برهان على ذلك محاصرة مصر لقطاع غزة، ومطاردة المقاومين بحجة الارهاب، وحماية دول جوار اسرائيل لحدودها، وليت الأمر اقتصر على ذلك فقد استعملت أميركا العرب ضد بعضهم، كما حصل في الحرب ضد العراق وأفغانستان إذ قدم الخليجيون لبوش القواعد والنفط والمال والجند وقد شاركت مصر وسورية في العدوان على العراق وها هو الغرب يحشد الخليجيين ضد إيران المسلمة ومع أن رسولنا الأعظم يقول: 'أخرجوا المشركين من جزيرة العرب' فإن حكامها قد جلبوا المشركين إليها وقدموا لهم القواعد وثرواتها لقاء حمايتهم. ويبقى السؤال ممن؟ والجواب من المسلمين سنة وشيعة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : سبع محمد أبو لبده
المصدر : www.algeriatimes.net