يحيط الغموض بسيدة إيران الأولى أعظم السادات فراحي منذ سنوات عديدة، لذلك لم يتمكن العالم من معرفة الكثير عنها رغم الجهود التي بذلت في هذا المجال بعد وصول زوجها محمود أحمدي نجاد إلى رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في عام 2005.
لا تظهر أمام عدسات الكاميرات إلا نادرا، وعندما تظهر لا تكون ملامحها واضحة بسبب لباسها الإسلامي التقليدي الذي يغطي جزءا من وجهها أيضا. ولم يكن الكثير من الإيرانيين يعرفون حتى اسمها، أما وسائل الإعلام الإيرانية فلا تتحدث عنها باعتبارها سيدة إيران الأولى، بقدر ما تتحدث عنها بأنها السيدة نجاد.
لم يكن يحلم السياسي الإيراني الذي تدرج من ضابط بحرس الثورة إلى رئيس لبلدية العاصمة طهران أن يتولى رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تلعب دورا لا يخفى على أحد باعتبارها راعية الشيعة في المنطقة.
ولعبت دورا حيويا في الانتخابات الرئاسية الأخيرة التي فاز فيها زوجها الرئيس أحمدي نجاد بفترة رئاسية ثانية، حيث السيدة أعظم السادات فراحي في سباق محموم مع زهراء رحنفار، زوجة منافسه الإصلاحي السيد مير حسين موسوي من أجل الاستحواذ على أصوات السيدات الإيرانيات في المنافسة التي انتهت لصالح نجاد.. حيث سُئل ذات مرة من صاحب القرار في المنزل أنت أم زوجتك؟ فأجاب ضاحكا أنا وزوجتي. مما يعكس علاقة الحب الجميل التي تجمع بين أحمدي نجاد وأعظم السادات التي تتكفل بكل أشغال البيت من طبخ وغسل وتربية للأبناء على عكس زوجات الرؤساء، فقد رفضت إحضار خادمة لأولادها وهي تتفنن في خدمة بيتها ورعاية شؤون زوجها وأبنائها. حيث كانت تمارس التعليم في الجامعة، بعد أن درست الهندسة، غير أنها تخلت عن عملها التعليمي بعد وصول زوجها إلى سدة الرئاسة. والسيدة أعظم السادات فراحي ملتزمة بالزي الشرعي الذي حدده القانون، وتعد نموذجاً بارزاً لكفاح المرأة الإيرانية القوية التي تدافع عن حقها في حدود الشرع الإسلامي الذي أباح لها منافسة الرجل في جميع محاني الحياة.
يذكر أن زوجة الرئيس الإيراني السيدة أعظم السادات فراحي لم تقم بمرافقة زوجها لخارج البلاد منذ توليه السلطة إلا ثلاث مرات، الأولى كانت إلى تركيا والثانية إلى جزر القمر، والمرة الثالثة التي تخرج فيها فراحي قاصدة “مليتا" في جنوب لبنان على الحدود الشمالية لإسرائيل. حيث استقبلنها نساء حزب الله وممثلي أسر قتلى “شهداء" الحزب استقبالاً مهيباً لدى وصولها جنوب لبنان، وشهدت عرض “السياحة الجهادية" أو “متحف المقاومة" الذي أقامه حزب الله وهو عبارة عن عرض يتضمن تماثيل ومشاهد وصور من المعارك التي دارت بين قوات حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، وقدمن لها الورود.
زوجة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد التي لا تظهر كثيرا، ويعتقد أن أول ظهور علني لها كان عام 2009 خلال منتدى في العاصمة الإيطالية روما عشية قمة الأمم المتحدة لمكافحة الجوع.
وقد لفتت الانتباه إليها في هذه القمة ليس فقط لكون ذلك أول ظهور علني لها بهذا الشكل، إنما أيضا من خلال كلمتها التي ألقتها في القمة، وقدمت في مداخلتها في القمة أمام نساء قادة دول العالم بلدها إيران على أنه المثال الذي يجب أن يتم الاقتداء به، ووزعت على المشاركات كتاب “الأمن وأخلاق الأسرة الإيرانية"، فيما أشارت إلى أن قطاع غزة يعتبر مثالا للحياة في ظل العوز.
والثانية عند توجيهها رسالة إلى زوجة الرئيس المصري السابق سوزان مبارك، تناشدها فيها التأثير على زوجها كي يفتح الحدود المصرية مع غزة لإدخال المساعدات ومنع وقوع كارثة إنسانية في هذا القطاع.
وعلى الرغم من هذين الحدثين فإن العديد من المراقبين والمتابعين لأوضاع زوجات قادة دول العالم يشيرون إلى أن سيدة إيران الأولى لا تزال محاطة بالغموض، وأنه من الصعوبة بمكان مثلا معرفة عمرها وأين تعرفت بزوجها. أما صفحة الرئاسة الإيرانية على الأنترنت فتتضمن عبارة وحيدة بالإنجليزية عن الوضع الاجتماعي للرئيس تقول: الدكتور نجاد متزوج وله ثلاثة أولاد، طفلان وبنت.
وقد وصفتها مجلة “التايم" الأمريكية قبل أربعة أعوام بأنها “امرأة مقترة جدا"، أما سبب إطلاق المجلة عليها هذا الوصف، فبسبب أخذها معها تمرا إيرانيا إلى نيويورك التي وصلتها مع زوجها في عام 2006. وبحسب زعم المجلة الأمريكية فإنها فعلت ذلك كي يتم الاقتصاد في الصرف على الطعام.
رضوان. ع
![if gt IE 6]
![endif]
Tweet
المفضلة
إرسال إلى صديق
المشاهدات: 3
إقرأ أيضا:
* هشام الخلصي: المعلق والإعلامي المميز الذي يجيد إدارة الحوار الرياضي
* فرانسوا هولاند وفاليري
* مارغريت تاتشر ودينيس
* الخيانة أكبر خطر، وليست وجهة نظر!
التعليقات (0)
إظهار/إخفاء التعليقات
إظهار/إخفاء صندوق مربع التعليقات
أضف تعليق
الإسم
البريد الإلكتروني
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/12/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : التعليق تصغير تكبير
المصدر : www.djazairnews.info