أحمد ين يحي الونشريسي

أحمد بن يحي عبد الواحد بن علي الونشريسي العالم العلامة، حامل لواء المذهب على رأس المئة التاسعة.
أخذ عن شيوخ بلده تلمسان، كالإمام أبي الفضل قاسم العقباني و ولده القاضي العالم أبي سالم العقباني و حفيده الإمام العلامة محمد بن أحمد بن قاسم العقباني، و الإمام محمد بن العباس و الغرابلي و المري و غيرهم
ثم حصلت له كائنة من جهة السلطان في أول محرم عام 874 فانتهت داره و فر إلى مدينة فاس، فاستوطنها. قال أحمد المنجور في "فهرسته" و أكب على تدريس "المدونة" و "فرعي ابن الحاجب" و كان مشاركا في فنون العلم إلا أنه لما لازم تدريس الفقه، يقول من لا يعرفه: إنه لا يعرف غيره. و كان فصيح اللسان و القلم حتى كان بعض من يحضره يقول: لو حضر سيبويه لأخذ النحو من فيه و تخرج به جماعة من الفقهاء كالفقيه أبي عباد ابن مليح اللمطي، قرأ عليه "ابن الحاجب" و الشيخ المتفنن الأستاذ أبي زكرياء السوسي و الفقيه المحدث محمد بن عبد الجبار الورتر غيري، والفقيه السميح الصمودي و الفقيه العلامة القاضي محمد بن الغرديس التغلبي و بخزانة هذا الرجل انتفع لا حتوائها على تصانيف الفنون و بها استعان في تصنيف كتابة "المعيار" لا سيما فتاوي فاس و الأندلس فإنما تيسرت له من هذه الخزانة و أخذ عنه ولده عبد الواحد أيضا اهـ.
قلت: أما فتاوي إفريقية و تلمسان فيها على "نوازل البرزلي" و "المازوري" فيما يظهر لمن طالعهما.
و له تأليف كثيرة منها "المعيار المعرب عن فتاوي علماء إفريقية و الأندلس و المغرب" في ستة أسفار جمع فأوعي و حصل فوعى و "تعليق على ابن الحاجب الفرعي" في ثلاثة أسفار وقفت على بعضها و"غنية المعاصر" و التالي على وثائق الفشتالي" و كتاب "القواعد في الفقه" و "صغير محرر" و وثائقه المسماة بـ"الفائق في أحكام الوثائق" و لم يكمل و تآليف له في " الفروق في مسائل الفقه" و قفت عليه و غيرها.
توفي عام 914 و في هذه السنة استولى الفرنج على مدينة وهران و عمره نحو 80 سنة أخبرنا بذلك صاحبنا الشيخ المسن مفتي فاس محمد بن قاسم القاصر الفاسي زادني بعض أصحابنا أن وفاته يوم ثلاثاء موفي عشرين من صفر , أنجب و لده عبد الواحد اهـ.