الجزائر

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بابن زاغو



المغراوي التلمساني الإمام العالم الفاضل الوالي الصالح الصوفي الزاهد العلامة المحقق المتفنن القدوة المنصف الناسك العابد.
أخذ عن إمام المغرب أبي عثمان سعيد العقباني و عن السيد العارف المفسر أبي يحي الشريف، وغيرهما.
له تآليف منها "تفسير الفاتحة" في غاية الحسن كثير الفوائد، و "شرح التلمسانية" في الفرائض و له فتاوى عدة في أنواع العلوم أثبت منها في "المازونية" و "المعيار" جملة توفي سنة 845.
و أخذ عنه جماعة كالشيخ العالم يحي بن يدير و العالم المنصف أبي زكرياء يحي المازوني، و الحافظ التنسي، و ابن زكري و الشيخ العالم أبي الحسن القلصادي و ذكره في "رحلته" فقال شيخنا و بركتنا الفقيه الإمام المصنف المدرس المؤلف، أعلم أن الناس في وقته بالتفسير، و أفصحم فاق نظراءه و أقرانه في "دلائل السبل و المسالك" إلى سبق في الحديث و الأصول و المنطق وقدم راسخه في التصوف مع الذوق السليم و الفهم المستقيم يضرب به المثل في الزهد و العبادة و عند كلامه يقف الفتى في الأذكار و الإرادة مقبل على الآخرة معرض عن الدنيا عار عن زخرفها إلا ما يتخذه من ثوب حسن أو هيأة فيها الجمال أكرمه المولى بقراءة القرآن و شرفه بملازمة قراءة العلم و التصنيف و التدريس و التأليف له نسب اشهر من الشمس في السماء و حسب كاتساق عقد النجوم في نحر الظلماء و خلق أندى من الزهر و اسوغ من الماء و نزاهة الهمة العالية و المشاركة المباركة للخاصة و العامة، من هذه الأمة مع إيثار الخلوة و إجابة الدعوة و لما رأيت نجاح دعواته و صلاح الحالي بالتماس بركاته لازمته و ترددت إليه فكنت أجد في مجالسته فوائد تنسي الأوطان و أرد من بحر فيضه ما يحي الظمآن، و سرت إلى خدمته مسرعا فيصرني كبعض أولاده، , أنزلني منزلة أصدقائه فقرأت عليه "صحيح البخاري" كله، و من أول "صحيح مسلم" إلى أثناء الوصايا.
و من تآليفه "مقدمة في التفسير" و "التفسير الفاتحة" و "التذليل عليه في ختم التفسير" و "منتهى التوضيح في عمل الفرائض من الواحد الصحيح" غير مرة و "شرح التلخيص" لوالده و "حكم ابن عطاء الله" و شرحها" لإبن عباد و "لطائف المنن" و تأليف أبي يحي "الشريف على المغفرة و الأحياء" و "مختصره" للبلالي و أقضية مختصر خليل" لآخره و "ابن الحاجب الفرعي" و "بعض الأصلي".
و لازمته مع الجماعة في المدرسة اليعقوبية للتفسير و الحديث و الفقه شتاء، و الأصول العربية و البيان و الحساب و الفرائض و الهندسة صيفا، و في الخميس و الجمعة للتصوف، وتصحيح تأليفه و أوقاته معمورة و أفعاله مرضية و سجاياه محمودة لولا عجائب صنعة تعالى ما ثبتت تلك الفضائل في لحم و عصب، و لا أعلم منه أنه كان يأمر بفعل و يخالفه اقتداء بالسلف الصالح أنشدنا لبعضهم:
رأيت الإنقبـاض أجل شيء
و أدعى في الأمور إلى السلامة
فهذا الخلق سـالمهم ودعهم
فخلطهم تقود إلى النـدامة
و لا تعنى بشيء غيـر شيء
يقود إلى خلاصك في القيامة
و أنشدني لبعضهم و كان يستحسنه:
أنست بوحدتي و لزمت بيتي
فـدام الأنس لي و نمى السرور
و أدبني زماني فمـا أبالـي
هجـرت فـلا أزار و لا أزور
و لست بسائل ما دمت حيا
أسـار الجند أم ركب الأميـر

و أنشدني يوم جمعة:
تمتع من شميـم عرار نجـد
فـما بعـد العشيـة من عرار

فلم يشهد بعدها جمعة أخرى و آخر ما قرأ عليه كتاب "لطائف المنن" و يشير إلينا بأحوال تدل على موته و كان يتأهب لذلك.
و توفي يوم الخميس وقت العصر رابع عشر ربيع الأول عام 875 في الوباء و صلي عليه بعد الجمعة و شهد جنازته العام و الخاص و اسف الناس على فقده و عمره نحو 63 سنة اهـ ملخصا و مولده على هذا في حدود 788 و الله أعلم.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)