الجزائر - Documents personnels (Photos, Articles ...)

الفقيه القاضي الجليل النبيل أبو العباس احمد بن عيسى بن عبد الرحمن الغماري.
رحل إلى المشرق و قرأ هناك وجد و اجتهد و حصل و أتقن لقي جملة مشايخ منهم الشيخ عز الدين بن عبد السلام و غيره، له علم بأصول الفقه، وحظ من أصول الدين، و مشاركة في علم الأدب و كان ممن يستفاد بالنظر عليه المثول بين يديه و كانت دروسه منقحة الإيراد عذبة المورد بغريب ما يستفاد، كان يبدأ بين يديه رحمه الله بقراءة الدقائق أولا و بعد ذلك بالفقه وأصول الفقه و كان يقرأ "التهذيب" عليه و يقرأ "الجلاب" فيكثر البحث و يشحذ القرائح و يجئ بالمسألة الخلافية فيرتقي أحد وجهيها فيبحث عليه إلى أن يظهر الرجحان و يقع التسليم ثم يأخذ الطرف الآخر و يلزم أصحابه ما كان هو يناظر عليه فلا يزال إلى أن يظهر الرجحان في ذلك الطرف و يقع التسليم و هذا من جدة فكرة و جودة نظره و كان له لسان يستنزل به الهمم.
و كان جادا طالبا مقاصيا للأمراء و مناصفا لهم و سيوسا كرتين، و توجه رسولا إلى ملك المغرب مرارا من المستنصر بالله و ما زال ناجح السعي سديد الرأي و كان سريع البديهة بالجواب يطبق المفصل بمطابقة الصواب و من ملح جوابه أنه لما كان ببجاية في ولايته الثانية و نزل أمير المؤمنين المستنصر على قسنطينة و جاءه و اعتنى به رسولا عن بجاية و أهلها، فأجاب بما يليق به الجواب ثم قال له الملك: يا فقيه سمعنا أن والي بجاية لو أراد يبنيها لبنة فضة و لبنة ذهبا لفعل فقال له مبادرا: يا مولانا يكون ذلك بالتفاتكم إليها و عطفكم عليها فسكت و هذا جواب حين ما نعلم قصد الملك بسهولة فقال له: سمعنا أنه مسرف فقال مجاوبا: إنما رأيته إذا وقع الحضور معه في النهار لا يزال ناعسا و نائما، فأشار له بذلك إلى سهره بالليل فيما يعرف و أجوبته كلها مستحسنة مستعذبة ملخصة مهذبة.
و لقي من أصحاب فخر الدين جملة من فضلائهم و استفاد بهم و كان رحمه الله يحكي عن بعضهم أنه كان يقول له لما رأى من نبله وفضله و الله لو رآك مولانا الفخر لأحبك و كان رحمة الله يثني على الفخر كثيرا و لا يرى له نظيرا وكان رحمه الله يثني على الفخر لأحبك و كان رحمه الله يثني على الفخر كثيرا و لا يرى له نظيرا و كان يؤثر قراءة كتبه على غيرها من كتب المتقدمين و المتآخرين و توفي بتونس على ما قيل عام اثنين و ست مئة (682).

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)