حلم أول حين كان يترقّب خلف أسوار المدينة، يتعقّب أخبار الريم، يقلّب صفحات التاريخ، لم يكن الماضي ولا الحاضر ليشهد، كان الهوى قد نسج خيوطه العنكبوتيّة حول قلب أعياه الظمأ، فراح يشقّ لنفسه طريقا. أخفى فيه كلّ الحقيقة.حلم ثانكان مخبؤه على ضفّة الدموع والحزن أرهب من أن تقتحمه ريم، هو مأواه البعيد على الناس ، القريب إلى نفسه ، يعود إليه ليقرأ في ليالي الزمن الغابر علّه يعثر في دفاتر الجريمة على سهم، أو على رمح أو على أي أداة من أدوات القتل، في صمته تآمر وأتمر، دبر وزوّر مع ذاته المنهكة في غيابات الجهل وظلمات الحقد..حلم ثالثأراد الانتقام لنفسه وللجميع أراد الهزيمة والانكسار..كان انغماسه في بحر الانتقام ،بعثا لحياة ظنّها سعيدة، ولنفس وذات تتلذذ بريم، وهي سجينة خلف قضبان الحديد، كان يمرّ ويرسم على شفتيه ابتسامة اللؤم والتشفّي، يخبئ صرخة لا تتجاوز ذاته المنهكة المهشّمة، لقلب أضحى رمادا بعد نار الغل..هاهو يشير إلى مكانك يا ريم ويرفع يده الملطّخة بدماء الجريمة، لينزل بعدها ستار المسرحية المأساة..كم الفجيعة كبيرة، ألم يدرك في لحظة أن لا ستار ولا قضبان حديدية، ولم يكن ثمّة غير أحلام تباع و تشترى في سوق النخاسةحمل رابع ..كانت الريم كأنما تسير على بساط أثيري، تمدّ خطاها على إيقاع روحها، كانت مثل شعلة خالدة ،لا تكدّرها رياح ولا تطفئها عواصف الوجود الهوجاء، ليلها مرصّع بالنجوم ن وفجرها مضاء بخيوط ورديّة ، تعزف عليها أحلى أغنية أبدية "الذكرى من طبع الأصيل".حلم خامس ولأنه كان غامضا وبلا حد، كان يعلم، وكانت تعلم، ولم يكن يعلم أنّها تعلم كل الحقيقة.. هي ذي الريم تشدّ الرحال، وتمضي في صمت وسكون، لتبقى الذكرى حاضرة معها في كل الأسفار، ترميها كحبيبات رمل على الشطآن، وعلى ضفاف الأنهار والوديان، تزرعها في كل الغابات والبساتين لتكون عبرة لمن أخفوا الحقيقة..
مليكة إدريسبوسعادة
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/05/2010
مضاف من طرف : sofiane
المصدر : www.al-fadjr.com