الجزائر

أحكي لكم....



أحكي لكم....
سألت والدي المجاهد، قلت له، في مرحلة شبابكم فجرتم أعظم ثورة في العالم بأسلحة تقليدية، وطردتم أعتى قوة استعمارية، ووضعتم أسس دولة كبيرة بوسائل بدائية، فما السر في ذلك؟ رفض والدي الجواب عن سؤالي بالتزامه الصمت. بعد أسبوع أعدت طرح السؤال نفسه على والدي فقص علي الآتي: خرج فلاح من بيته يجر حماره في اتجاه السوق الأسبوعية يريد بيعه، فتبعه لصوص، وفي الطريق عمد اللصان الذكيان والمحترفان إلى حيلة حتى لا يتفطن لهما الفلاح وهما يسحبان منه حماره. أمسك أحد اللصين الحبل الذي يجر به الفلاح حماره، وتكفل الثاني بتحويل اتجاه سير الحمار الذي عوضه اللص الذي ربط نفسه بالطرف الثاني من الحبل الذي يمسك به الفلاح، وبعد مسيرة طويلة، التفت الفلاح إلى الخلف ليجد نفسه يجر إنسانا بدل الحمار، فأصابته الدهشة والحيرة، لكن اللص استبقه إلى شرح الوضع ليزيل عنه دهشته، فقال له ابشر يا صاحبي، فقد سخرك الله لي لتكون سببا في عودتي إلى أصلي، لأنني كنت إنسانا مثلك، وقد اقترفت ذنوبا كثيرة، ومسخني الخالق حمارا، وهاهو يغفر لي على يدك ويعيدني إلى أصلي، وعند ذلك أطلق الفلاح سراح اللص وهو مؤمن تمام الإيمان بحكاية المسخ والتوبة.
بعد أسبوع، قصد الفلاح السوق الأسبوعية، وفجأة عثر على حماره المسروق معروضا للبيع، فعرفه بسهولة بحكم العشرة الطويلة، وعند ذلك تقدم منه، وراح يسأله عما يكون قد اقترفه من ذنوب أخرى حتى أعاده الله إلى صورة الحمار من جديد، وكان كلما اقترب من أذنه ليسأله، تحرك الحمار برأسه يمنة ويسرة، بحركة توحي أنه يقول له لا.. لا.. وعندها غضب الفلاح وقال له، كنت انوي تخليصك مما أنت فيه، ولكن الظاهر أنك ستظل حمارا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها... هل فهمتم ما أقصده يا اصدقائي؟ !


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)