الجزائر

أحزاب تهجر مقراتها إلى المداومات


حرصت مختلف الأحزاب السياسية المشاركة في تشريعيات جوان 2021، على متابعة العملية الانتخابية منذ بدايتها في حدود الساعة الثامنة صباحا، من خلال تنصيب مداومة وطنية بمقراتها الرسمية، والتنسيق مع مداوماتها الولائية وكذا مندوبيات السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، ورصد أيّ تجاوز أو نقص من شأنه أن يمسّ بسيرورة الانتخاب.تنقلت "الشعب" إلى مقرات الأحزاب للوقوف على كيفية مراقبة ومتابعة العملية الانتخابية منذ بدايتها، حيث رصدت مجريات الحدث بعيون الفواعل السياسية المشاركة، ومدى مواكبتهم للتطور التكنولوجي خاصة وأن هذه التشريعيات تجري في ظرف صحي وسياسي حسّاس.
فبمقر التجمع الوطني الديمقراطي ببن عكنون، استقبلنا محمد فادن عضو المكتب الوطني للحزب مرفوقا بمستشار الأمين العام نور الدين طرباق، أين أوضح أن القيادة ارتأت وبغرض متابعة سير الاقتراع داخل وخارج الوطن، تم تنصيب مناوبة على مستوى المقر الوطني للحزب مكلفة بربط الاتصال بمختلف المناوبات على مستوى كل الولايات مباشرة بعد فتح مكاتب الاقتراع.
وحسب فادن، تمّ تسجيل بعض الاختلالات التقنية تمثلت أساسا في غياب أوراق التصويت الخاصة بالحزب وأحزاب أخرى في بعض المكاتب بكل من أم البواقي، الشلف، مشيرا إلى أنه تم اخطار المندوبين الولائيين، وكذا السلطة المستقلة للانتخابات من طرف الأمين العام للحزب، ولقد تدخلت هذه الأخيرة في ظرف ساعة أو ساعتين وغلق مكاتب الاقتراع إلى غاية إحضار الأوراق وإعادة انطلاق العملية الانتخابية من جديد.
وتم تسجيل تغيير مراكز الاقتراع إلى مراكز تبعد 30 كلم بولاية عين الدفلى وتحديدا ببلدية الحسينية دون إخطار الناخبين، ما صعّب على الأشخاص أداء واجبهم الانتخابي، في المقابل، عرفت بعض الولايات بطئا في العملية الانتخابية لأسباب محلية معروفة لدى الجميع كتيزي وزو وبجاية وشطر من البويرة، برج بوعريريج، حيث تم تسجيل غلق تام لبعض مراكز الاقتراع.
وفي هذا السياق، أوضح أنّ السلطة اهتدت إلى حلول مقبولة كنقل هذه المراكز إلى بلديات مجاورة على غرار مكاتب الجعافرة التي حولت إلى بلدية مجانة بالبرج، ونفس الشيء ببلدة أولاد ابراهيم حولت إلى بلدية أولاد المهير.
وأعرب فادن عن تفاؤله بالوضع الانتخابي العام، خاصة وأن الحزب دخل هذا المعترك في 58 ولاية و4 مناطق في الخارج، وتسجيل إقبال لابأس به عل أوراق الحزب حسب الملاحظين، رغم المشاركة الضعيفة في الصبيحة في انتظار الساعات الأخيرة من اليوم الانتخابي.
وبمقر جبهة التحرير الوطني بدت المداومة شبه فارغة، ما عدا بعض العناصر الشابة التي تراقب بهدوء سيرورة العملية الانتخابية وتستقبل الاتصالات من باقي الولايات، حيث أوضح ممثل عن الحزب تحفظ عن ذكر اسمه، أن الأمور تسير بصورة عادية وهناك متابعة عادية عبر الولايات، وتواصل دائم مع المنسقين والمترشحين ورؤساء المناوبات.
وفي المقابل، ظهرت مداومة حركة مجتمع السلم أكثر استعمالا لمختلف الوسائل التكنولوجية الحديثة في مراقبتها للعملية الانتخابية، وهو ما وقفنا عليه بالفعل، وفي هذا السياق، أوضح ناصر حمدادوش الأمين العام الوطني للإعلام والاتصال، أنه تم تنصيب غرفة عمليات تقنية، تم الاعتماد فيها الاتصال المباشر مع مختلف ولايات الوطن عن طريق التحاضرعن بعد، وتسجيل مختلف الملاحظات، بالإضافة إلى تطبيق لتجميع وتركيز النتائج في المساء بكل مركز وبلدية وولاية ومقارنتها بتلك الصادرة عن سلطة المستقلة للانتخابات، بالإضافة إلى منصة إعلامية للبث المباشر بمعدل كل ساعتين لتغطية وتحليل ومنح قراءة آنية لما يحدث في هذا اليوم الانتخابي تشرف عليه خلية الإعلام مع قياديي ومسؤولي الحركة.
وبخصوص اختلالات وتجاوزات مسجلة بالولايات، فيتعلق الأمر بعدم تسجيل شارات المراقبين إلى غاية صباح العملية الانتخابية في عدد من الولايات من بينها سطيف عنابة المسيلة وتبسة، نقص في أوراق التصويت في عدد من المراكز بكذا ولاية من بينها عنابة، عدم السماح بدخول مترشحين أو ممثليهم رغم أن ذلك مكفول قانونا طبقا للمادة 143 من قانون الانتخابات تنص صراحة على ذلك، كما تم تسجيل تصريحات من طرف ممثلي مندوبيات بعدم منح محضر الفرز لممثلي قوائم المترشحين رغم أنه حق مكفول طبقا للمادة 155 من نفس القانون.
وأشار حمدادوش أنه تم إخطار المندوبيات الولائية بكل هذا، فيما تبقى المسؤولية القانونية والتنظيمية للتدخل على عاتق سلطة الانتخابات، بالإضافة إلى بعض التجاوزات المعزولة كتوجيه بعض الناخبين تحت غطاء أو حجة أنهم مسنين، والوكالات الجماعية معربا عن أمله في أن تمر العملية الانتخابية بهدوء وألا تؤثر هذه التجاوزات على الصورة العامة للانتخابات وتكون محطة ديمقراطية للتغيير المنشود تعكس الإرادة الحقيقة للشعب الجزائري.
وبمقر جبهة المستقبل كان الحديث مع شمس الدين أومدور، مدير وطني للحملة الانتخابية، الذي أكد متابعتهم للانتخابات، من خلال ممثلين في اللجان البلدية الانتخابية المنصّبة على مستوى السلطة من أجل متابعة النتائج ومقارنتها بتلك المعلن عنها من طرف السلطة المستقلة للانتخابات، وذلك بكل من بجاية، قالمة، عين الدفلى، الطارف، تمنراست، تبسة، المدية، اليزي، ورقلة، أولاد جلال، أما بقية الولايات فيتم الاعتماد فيها على الولايات لتزويدهم بالنتائج الأولية.
وحسب أومدور، تم تسجيل إقبال كبير للناخبين بولايات الجنوب، حيث تم استغلال الفترة الصباحية من أجل أداء الواجب الانتخابي، عكس الفترة المسائية أين تعرف ارتفاعا في درجات الحرارة، في حين أشار إلى أنّ باقي الولايات عرفت وتيرة مقبولة للعملية الانتخابية ما يعطي مؤشرا إيجابيا عن سيرورتها، فيما تم تسجيل بعض التجاوزات بالمدية وتحديدا بالبرواقية، حيث كان تعطيل لانطلاق الانتخاب إلى غاية الساعة ال 09:30 بسبب عدم منح الأظرف وشارات المراقبين.
في المقابل، سجلت "الشعب في جولتها الاستطلاعية تغيير بعض الأحزاب لمقراتها على غرار طلائع الحريات، وغلق لمداوماتها على غرار جبهة العدالة والتنمية، و«تاج".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)