الجزائر

أحداث 11 سبتمبر وانعكاساتها على العالم الإسلامي



أحداث 11 سبتمبر وانعكاساتها على العالم الإسلامي
بقلم: الطيب بن ابراهيم*أحداث 11 سبتمبر 2001 أحداث أمريكية بحتة حدثت داخل الولايات المتحدة الأمريكية وضحاياها أمريكيون لكنها تحولت لحدث عالمي ومنعطف تاريخي في إطار سياق العلاقات الدولية والاستغلال السياسي .الأحداث الإرهابية تكاد لا تتوقف ومعظم دول العالم الفاعلة في الساحة الدولية عرفت أحداثا إرهابية في كل من أوروبا وأمريكا وفي بقية قارات العالم إلا أنها بقيت أحداثا محلية مرتبطة بدولها بينما أحداث 11 سبتمبر تجاوزت الحدود المحلية الأمريكية لتصبح حدثا عالميا واعتقد أن هذا يعود لعاملين أساسيين هما:أولا وقوع الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية وهذه الأخيرة كزعيمة للعالم العالم كله يتابع أخبار زعيمته وأحداثها السياسية والاقتصادية والاجتماعية حالها كحال أي بلد يتابع سكانه أخبار زعيمهم ومثال ذلك متابعة سير الانتخابات الأمريكية.والعامل الثاني يتمثل في انتساب هذه الأحداث للعالم الإسلامي المتهم دوما في الغرب عامة وأمريكا خاصة بكل ما هو غير إنساني وهذا لما تزخر به الذاكرة الجماعية في الغرب من تراكمات مشوهة ومتهمة للإسلام منذ ظهوره فاستغل الحدث وشُهِّر بالإسلام والمسلمين وخطرهم على العالم الاسلاموفوبيا .والحقيقة أن العداء للإسلام من طرف الغرب بدا ضده منذ ظهوره وافتكاكه لأراض عدت للمسيحية في شمال إفريقيا والعراق ومصر والشام ودخوله إلى قلعة المسيحية الحصينة أوروبا وتطويقه لها غربا عبر الأندلس و شرقا عبر البلقان وسقوط القسطنطينية بيد المسلمين وتوغل الجيوش العثمانية في وسط أوروبا ومحاصرتها لفينا غربا واستراسبورغ شرقا.لم تكن الجيوش العثمانية تكتسح الأرض فقط حسب المستشرق الكندي ولفرد كانتول سميث بل كان الإسلام يكتسح العقيدة المسيحية ذاتها ويدخل أهلها في الإسلام بعشرات الألوف كل عام.إنه صراع تاريخي وتصادم حضاري تنوعت وتعددت أوجهه ومراحله فتارة كان الصراع دينيا بحتا كما كانت الحروب الصليبية وتارة أخرى كانت جولته فكرية وثقافية وهي مرحلة هيمنة الاستشراق الغربي على ثقافة الشرق ومرة أخرى كان الصراع عسكريا واقتصاديا ليبلغ ذروته في مرحلة الاحتلال والاستعمار الغربي للعالم الإسلامي من اندونيسيا شرقا إلى السنغال غربا وأخيرا وليس آخرا الحرب الإعلامية في عصر الاتصال الالكتروني وعولمة الإعلام وهي مرحلة الحرب الدعائية التي نعيشها اليوم والتي أصبح الإعلام فيها أداة حرب العصر فمن كسبها كسب الحرب ومن خسرها خسر الحرب إنها الحرب التي اختزلت الزمن واختصرت المسافات وأزالت الحدود.ومع مطلع القرن الواحد والعشرين وقعت أحداث11 سبتمبر 2001م بمدينتي واشنطن ونيويورك الأمريكيتين وكان ذلك يمثل بداية عهد جديد وتحولا جذريا في التعامل مع العالم الإسلامي ليعلن الرئيس الأمريكي المحافظ جورج وولكر بوش يوم 16 سبتمبر أنه سيشن حربا صليبية على الإسلام وعندما ادعت بريطانيا بتاريخ 10 أوت أغسطس 2006م أنها أحبطت محاولة تفجير طائرات في طريقها لأمريكا أعلن زعيم الحرب الصليبية الرئيس الأمريكي في نفس اليوم أن بلاده في حرب مع الفاشية الإسلامية وكرر التهمة وزير دفاعه رامسفيلد!؟.وتُوِّجت هذه الحملة الغربية بانضمام رأس الكنيسة وزعيم المسيحيين البابا بنديكتوس السادس عشر الألماني الأصل انضم لجموع المهاجمين للإسلام وخاصة للأمريكان يوم 13 سبتمبر 2006م وذلك بمناسبة أحداث 11 سبتمبر ويعلن في محاضرة له ألقاها في جامعة راتسبون الألمانية أن المسيحية هي دين العقل والمنطق عكس الإسلام الذي لا يخضع للعقل وأن ما جاء به نبي الإسلام محمد(صلى الله عليه وسلم)هو العنف والإرهاب فاحتج العالم الإسلامي كعادته على تصريحات البابا وطالبوه بالاعتذار ورد البابا على ذلك بالاجتماع مع سفراء الدول الإسلامية في 2 من رمضان 1427ه 23 سبتمبر 2006م ولم يعتذر وقال إنه يأسف لسوء فهم تصريحاته من طرف المسلمين ؟.!وفعلا شنت الحرب الغربية الصليبية بزعامة أمريكا على الإسلام والحرب خداع وخدعة هذه الحرب كانت محاربة الإسلام باسم محاربة الإرهاب! فحوربت وحوصرت الدول الإسلامية وحلت المنظمات والجمعيات الخيرية الإسلامية وجمعيات الإحسان واعتقل بعض قادتها وطالت الحرب التدخل في شؤون الدول الإسلامية وابتزازها ومساومة مواقفها ومطالبتها بتغيير مناهجها وبرامجها الدراسية التعليمية والتربوية وأغلقت بعض المعاهد الدينية والمدارس القرآنية وبدل أن كان الغرب يتدخل في المجال السياسي والاقتصادي ألحق بهما تدخله في المجال التربوي والتعليمي والثقافي والفكري وتم الاعتداء على دور العبادة والمساجد والأشخاص والممتلكات وحورب الحجاب والأذان وأصبحت الحرب ضد الإسلام تسير في كل اتجاه وطالت الحرب العلماء والدعاة وغزت أمريكا أفغانستان سنة 2001 والعراق سنة 2003.وفي لقاء القمة العربية السابع عشرة التي انعقدت بالجزائر بتاريخ 22 مارس 2005م وأثناء تدخل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة توقف عند هذه الحملة محذرا من عواقبها حيث قال : أنه من خلال ملتقيات محاربة الإرهاب التي حضرها أتضح له أن كلا يحارب إرهابه ومنهم من يحارب الإسلام باسم محاربة الإرهاب ولفت انتباه رؤساء وملوك الدول العربية إلى الحملة التي تشن في الغرب ضد الإسلام وعقيدته وشريعته ومبادئه وقيمه وكرر تحذيره ثلاثا.وتواصلت هذه الحرب العدوانية ضد الإسلام لتطال مقدساته ورموزه وبلغ الأمر إلى درجة أن نظَّمَت جريدة يولاند بوستن الدانمركية مسابقة بين أربعين رساما لاختيار أحسن رسم ساخر لشخص الرسول الأكرم محمد (صلى الله عليه وسلم) اختارت من بين الرسوم اثنا عشر رسما وبعد المسابقة بدأت في نشر الرسوم الفائزة وتسابقت بقية الصحف الأوروبية الفرنسية والأسبانية والألمانية والإيطالية والمجرية والسويسرية والهولندية وغيرها بنشرها في الأيام الأولى من شهر محرم أول أيام السنة الهجرية 1427ه خاصة اليوم الأول والثاني والثالث منه كهدية للمسلمين بحلول سنتهم الهجرية الجديدة فاحتج المسلمون واجتمع سفراء الدول الإسلامية مع رئيس الوزراء الدانمركي اندريس فوغ راسميسن يوم 4 محرم 1427ه الموافق ل 3 فبراير 2006م وطلبوا منه الاعتذار للمسلمين فقوبل طلبهم بالرفض وحجته في ذلك هي الحفاظ على حرية التعبير ؟!.وأمام استمرار الحرب ضد الإسلام وتنامي الكراهية والعنصرية ضد المسلمين تدخل الأمين العام السابق للأمم المتحدة ً كوفي أنان ً ودقّ ناقوس الخطر منذرا ومحذرا من عواقب استمرار الحملة المغرضة ضد الإسلام واستعمالها لوسائل الإعلام المكتوبة والالكترونية وحمل الحكومات المسلمة وغير المسلمة والعلماء التصدي لها والرد عليها كان ذلك بتاريخ 8 ديسمبر 2004م.الإسلام يتحدىورغم شراسة هذه الحملة العالمية بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإسلام كان الإسلام أقوى وكان هو المتحدي لأمريكا في عقر دارها فرغم ما سخّرته أمريكا لحملتها من جيوش ووسائل إعلام وحلفاء وأموال ومساحة جغرافية واسعة بل حتى ضعف المسلمين سخرته لمحاربة الإسلام وهي التي ادعى رئيسها أنه سيشن حربا صليبية ضد الإسلام ووصفه بالفاشية الإسلامية لم يجد ذلك نفعا مع حقيقة الإسلام التي لا تقهر فينتصر الإسلام على أمريكا في عقر دارها بل في أعتى مؤسساتها المؤسسة التي تحكم أمريكا والبيت الأبيض وتمده بمن يحكمه تنهار حصونها وأسوارها أمام الإسلام إنها مؤسسة الكونغرس.وفي انتخابات الكونغرس التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية بتاريخ 7 نوفمبر 2006م فاز لأول مرة في تاريخ أمريكا وفي خضم تلك الحملة المعادية للإسلام المسلم الأمريكي كيث إليسون كأول مسلم ينتخب ويفوز في الانتخابات ليصبح عضوا في الكونغرس عن ولاية مينسوتا ولأول مرة في تاريخ أمريكا وفي مؤسستها المنيعة مقر الكونغرس يستعمل القرآن كتاب المسلمين المقدس في أداء اليمين !.رفض كيث إليسون أداء اليمين على الإنجيل وأدى القسم على المصحف الشريف في مقر الكونغرس يوم 15 من ذي الحجة 1427ه الموافق ل 4 من يناير 2007م وللردّ على منتقديه من المحافظين والعنصريين في أرض الحرية استعمل في قَسَمِهِ نسخةً تاريخية نادرة من المصحف الشريف كانت موجودة بمكتبة الكونغرس تعود في ملكيتها لثالث رئيس للولايات المتحدة الأمريكية هو: توماس جفرسون الذي حكم أمريكا ما بين 1801م 1809م .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)