أحتاج لإمكانيات للحفاظ على الأرشيف الذي أجمعه منذ 40 عاما

* email
* facebook
* twitter
* linkedin
كشف محمد شامي ل«المساء"، عن أنه يعشق جمع الأرشيف الذي يخص التراث الأمازيغي غير المادي، حيث سعى طيلة 40 سنة من حياته من أجل جمع أغان، أشرطة وأقراص وصور قديمة وغيرها، والاحتفاظ بها، لعرضها على جيل اليوم في معارض تختزل واقع التراث والهوية الأمازيغية، حيث أن مجهودات شامي أضحت بحاجة إلى دعم وإمكانيات لضمان الحفاظ على هذا التراث وضمان نقله لأجيال صاعدة.
شامي الذي تخصص في جمع الأرشيف المتعلق بالأغاني الأمازيغية، بدأ هذا العمل في سن 13 سنة، وكان أول قرص جمعه؛ قرص 78 دورة للفنان الشيخ الحسناوي عام 1972، أغنية "ياما ياما"، حيث تمكن على مر السنين من جمع الأغاني التقليدية الشاوية، الترقية، القبائلية وغيرها، حيث يحب الغناء الأمازيغي منذ صغره، وقام باقتناء جهاز راديو ليتابع برامج القناة الثانية، وتوصل إلى جمع 1000 شريط كاسيت، و500 قرص قديم، وأكثر من 1000 صورة، ونحو 150 مراسلة لفنانين كبار ردوا على رسائله، منهم معطوب الوناس، شيخ نور الدين، آيت منقلات وإيدير، إلى جانب جمع ستة آلاف مقال صحفي.
ابن قرية توريرت ميمون ببلدية أث يني، قال إنه بفضل جمع الأرشيف، كرم عائلته ومنطقته وكذا التراث والثقافة الأمازيغية بصفة عامة، حيث كان يتابع عبر أمواج القناة الإذاعية الثانية كل من له علاقة بالأغنية الأمازيغية والتراث، سواء تعلق بالشاوية أو التوارق أو غيرهما، حيث لا ينحصر الأرشيف على منطقة القبائل فقط.
يعتبر شامي أن جمع الأرشيف ليس مجرد عمل، لكنه هوية مفضلة لديه، إذ خلال حفل تكريمه من طرف مديرية الثقافة لتيزي وزو، أثنى على هذه المبادرة التي قدرت تعبه وحبه لجمع أرشيف الفنانين، مغتنما الفرصة للتعبير عن آماله في الحصول على إمكانيات لحفظ هذا الأرشيف، كتوفير جهاز كمبيوتر محمول، آلة تصوير، قرص صلب وغيرها، موضحا أنه لوحده، لا يمكن حفظ هذا الزخم الثقافي غير المادي، لاسيما أنه ليس مختصا في الأرشيف، ولم يستفد من تكوين في المجال، فقط عبارة عن هوية وحب لهذا العمل.
قال المتحدث إنه شارك في نحو 30 معرضا، حيث اطلع الزوار على ما جمعه من الأرشيف، خلال تكريمات أقيمت على شرف الفنانين ورجال الثقافة في عدة ولايات بجاية، العاصمة، تيزي وزو وغيرها، معتبرا مشاركته بمثابة تكريم للفنانين، مضيفا أنه من بين مجموعة الأرشيف التي يحوزها، يوجد قرص للفنانة حنيفة غير متوفر حتى على مستوى القناة الإذاعية الثانية، كونه صدر في فرنسا، مشيرا إلى أنه ترك وصية لعائلته بالعمل على الحفاظ على هذا الأرشيف، والاستمرار في إثرائها، بحفظ أعمال فنية مختلفة، مؤكدا أنه يرفض توجيه هذا الأرشيف للمتحف، على اعتبار أنه ستكون محل زيارة المواطنين، لكن دون أن يستفيد شيئا، في حين أنه تعب وشقي من أجل جمعها لسنوات.