أحاديث قدسية الصّلوات الخمس

 عن أبي قتادة رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''قال الله تعالى: افترضْتُ على أُمَّتِك خمسَ صلوات، وعَهِدتُ عندي عَهْداً أنّه مَن حافَظ عليهنَّ لِوَقْتِهِنَّ أدْخَلْتُهُ الجنّة، ومَن لمْ يُحافِظ عليهنَّ فلا عَهْدَ لهُ عندي'' رواه ابن ماجه بسند حسن.
فقوله ''افترضْتُ على أُمَّتِك خمسَ صلوات'' افترضتُ أي أوجبتُ، وهو بمعنى فَرَض،  والفرض ما أوجبه الله عزّ وجلّ، وفرائض الله حدوده الّتي أمر بها ونهى عنها. وقوله ''على أُمَّتِك'' خطاب للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وأمّة كلِّ نبي مَن أُرسل إليهم من كافر ومؤمن. وقوله ''خمسُ صلوات'' الصّلاة الّتي فرضها الله على المكلَّفين هي أفضل العبادات بعد الإيمان، وكانت فرضيتها ليلة الإسراء، أوّل الأمر خمسين مع علمه سبحانه في الأزل إنّها خمسٌ إظهار لشرف النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام بقبول شفاعته في التّخفيف، والله أعلم. وقوله ''وعَهِدتُ عندي عهْداً'' العهد من الله تعالى للعبد تفضُّلٌ وإنعامٌ وتأكيد لوَعْد الله وتطمينٌ لقلب العبد المؤمن بيقين حدوثه واستحالة إخلافه. وقوله ''أدخلتهُ الجنّة'' عهدُ الله لمَن حافَظ على الصّلوات الخمس بما شَرَع سبحانه. وقوله ''ومَن لمْ يُحافِظ عليهنَّ فلا عَهْدَ لهُ عندي'' هذا تهديد ووعيد لمَن لم يحافظ على الصّلوات الخمس، ومصيره مُعَلَّق بمشيئة الله تعالى، فإن شاء عفا وإن شاء عذَّبه.