الجزائر

أجسام سوداء غامضة بالسعودية تثير الفضول.. ما قصتها؟



أجسام سوداء غامضة بالسعودية تثير الفضول.. ما قصتها؟
قد تبدو  هذه الأشكال السوداء متوزعةً عبر الطبيعة الصحراوية في مدينة العلا السعودية غريبة وكأنها سقطت من السماء، لكنها في الواقع تُحاكي الأجسام الغريبة التي حيّرت أحد المستكشفين قديمًا في سلطنة عُمان. حيث تعود قصتها الى ثلاثينيات القرن العشرين، عبر المستكشف البريطاني، هاري سانت جون فيلبي، مساحة شاسعة من صحراء الربع الخالي بحثًا عن أطلال مدينة قديمة، تُعرف بـ"أطلنطس الرمال". وكان قد سمع قصصًا عن ثقافة عظيمة ازدهرت هناك ذات يوم، حيث بُنيت فيها القصور والقلاع، وعاش سكانها حياة مترفة. وبحسب ما ذكرته المعتقدات القديمة، دُمرت المدينة، ولم يتبق سوى لآلئ سوداء محترقة لقلائد السيدات اللاتي عشن هناك.  رغم أن رحلة فيلبي كانت شاقّة ومنهكة، إلّا أنه نجح بالوصول إلى موقع المدينة أخيرًا. وهناك، تفاجأ المستكشف البريطاني بعدم وجود أي أطلال قديمة. ورأى فقط عدة حفر ضخمة في الأرض، اعتقد أنها بركانية. شعر فيلبي بخيبة أمل كبيرة. وقبل عودته إلى المنزل، التقط بعض حبّات "الخرز" السوداء المنتشرة على الأرض، حيث عرضها على أحد المُختصّين بالمتحف البريطاني في لندن. وأخبره حينها أن الآلئ هي في الواقع نيازك من الفضاء الخارجي.  وبعد ذلك، أطلق عليها فيلبي اسم "لآلئ وأبار"، نسبة إلى موقع "أوبار" حيث وجدها.  وأصبحت هذه الفكرة هي أساس مشروع الفنانة الكويتية، منيرة القديري، والذي يُعرف باسم "W.A.B.A.R"، أي "و.أ.ب.أ.ر". واستُوحيت أشكال المنحوتات، وهي مصنوعة من البرونز المصبوب المُجوّف مع طبقة "باتينا" سوداء ولامعة، من نيازك حقيقية.  وتواجدت في طبيعة صحراوية، حتى تبدو كأنها سقطت من السماء. وقالت القديري: "أردت أن أُثير مشاعر الدهشة والغموض ذاتها التي شعر بها الأشخاص عند مصادفتهم للآلئ أول مرّة".  وعلى مدار اليوم، تبدو المنحوتات مختلفة تمامًا، حيث تنعكس البيئة المحيطة على أسطحها اللامعة. وحازت على إعجاب العديد من متابعي الفنانة الكويتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن هناك الكثير من القصص التاريخية التي لا يعرفها الناس. وظلّت قصة مدينة أوبار المفقودة طوال قرون أكبر أسرار الشرق الأوسط الغامضة، بحسب ما ذكرته وزارة السياحة العُمانية. ويُرجع الباحثين تاريخ بناء هذه المدينة إلى ما قبل 5 آلاف عام، وقد لعبت دوراً بارزاً في الماضي. وطوال قرون ماضية، استحوذ لغز أوبار على أذهان المستكشفين وعلماء الآثار. وبحسب وزارة السياحة العُمانية، هناك عدة حملات خرجت بحثاً عن المدينة منذ ثلاثينيات القرن الماضي، واستمر البحث والتنقيب حتى أواخر عام 1991، وقد تمت الاستعانة بوكالة الفضاء الأمريكية للتصوير عبر الأقمار الاصطناعية، حيث تم اكتشاف مدينة كاملة دُفنت تحت الرمال. وتم رفع الستار عن عمل القديري في معرض "صحراء X العلا" 2024. ويُذكر أنه يدعو الفنانين لتوظيف حسّهم الإبداعي في إظهار ما لا يُمكن رؤيته بالعين المجرّدة، وتوصيل الأفكار التي يصعب على اللسان التعبير عنها.  ووفقًا للموقع الإلكتروني "Experience Al Ula"، بحث المبدعون المشاركون في الموسم الثالث عن المعاني المخفية في الطبيعة الخلابة، والأسرار المختبئة بين التضاريس الصحراوية المهيبة، وتجسّدت رؤيتهم المبتكرة في مجموعة أعمال فنية استضافتها ثلاث وجهات ساحرة في العُلا.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)