#أثينا_فيلم_عن_الجزائر ؟!

"لا يمكنك تغيير القناعات السياسية للأشخاص عن طريق الأفلام ، ولكن على الأقل يمكنك خلق نقاش سياسي " هكذا عبر كوستا ڨافراس عن رأيه حول دور السينما في التأثير على خيارات الشعوب السياسية
وقد يتفق معه ابنه رومان ڨافراس الذي ضرب بقوة جرس انذار يبدوا أنه يؤرق فرنسا بأكملها عن طريق فيلمه الأخير "أثينا"
لا علاقة للإسم بعاصمة اليونان البلد الذي تنحدر منه عائلة ڨافراس ، بل هو حي فرنسي فقير يقطنه العرب من شمال افريقيا و الأفارقة
تبدأ أحداث الفيلم بعد تسريب فيديو يوضح اغتيال المراهق من أصول جزائرية "ايدير" على يد الشرطة الفرنسية ، فيقرر أخوه الأكبر منه مباشرة "كريم" أن ينتقم له ، يساعده في ذلك التفاف كل شباب الحي والاحياء المجاورة حوله مدفوعين بإحساس بالظلم من طرف الشرطة يتقاسمونه على حد سواء فيحرقون الحي ويعلنون التمرد ثم يختطفون شرطيا و يطالبون بأسماء قتلة ايدير
الاخ الأكبر من كريم هو " عبدل" وهو عسكري وفي للدولة الفرنسية عائد من مهمة في مالي
يتطوع لإنقاذ الجندي المختطف ، تتطور الأحداث فيكون شاهدا على اغتيال اخ آخر من طرف الشرطة وهو كريم زعيم التمرد ليقع بين خيارين كلاهما صعب ، بين أن يخوض بدوره حرب أخيه كريم للانتقام له و ايدير أو يتصرف بحكمة و يترك الجندي يرحل وهو ما خياره في النهاية.
في بداية الفيلم نفهم أن عائلة عبدل تنحدر من أبناء الحركى الجزائريين و لذلك فهناك نوع من التشريف لهذه الفئة في الفيلم عن طريق عبدل الجندي الذي اختار الوفاء لفرنسا في النهاية ، رغم جنون أخيه كريم الذى المبرر ورفضه لانضمام أخيه للجيش الفرنسي ، إضافة إلى فساد اخيهما - من أمهما - الأكبر.
يشير الفيلم أيضا إلى الدور السلبي الذي تلعبه الفئات المتدينة هناك حيث عجزت عن اثناء الشباب عن أعمال العنف ، بل يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يقوم أحدهم وهو "سيباستيان " بتحضير قنابل يدوية لتهديم مبنى بأكمله ، هل هو فرنسي اعتنق الاسلام ؟ أين تعلم تحضير القنابل ؟ هل كان ينتمي إلى تنظيم ارهابي ؟ كلها إشارات لم يتوانى رومان عن تكثيفها خلال أحداث الفيلم ...
الفيلم يجعلك تحس بالمأزق الذى تجد السلطة الفرنسية نفسها فيه وهو الخطر الكبير الذي صارت تمثله الجالية المسلمة هناك حيث أنها قد تتحرك عاطفتها يوما ما فتحرق كل شيء ، في الفيلم مثلا ، المتطرفون اليمينيون هم من اشعل نار الفتنة بعدما قتلوا ايدير وهم متنكرون بزي الشرطة!!
نجح ڨافراس في تجنب الريتم البطيء الغير متناغم مع الاحداث، وحشو الآراء السياسية أو الفلسفية على حساب القصة وهو ما تقع فيه الكثير من الافلام الفرنسية ، فقدم حبكة محكمة البناء تتصاعد خلالها الاحداث و تفاجئك بمنعطفات وتحولات في مسارات الشخصيات و تعطيك جرعات مدروسة من المعلومات بقدر ما يجعلك مقبلا غير مدبر على المشاهدة
بالمقابل فإن عدداً من المشاهد كانت تفتقر إلى المصداقية حيث تم ترك ثغرات تبعث تساؤلات كثيرة حول لماذا لم يتم اطلاق النار هنا ، أو كيف تمكن من الهرب منهم بسهولة هناك ، غطى على هذا الضعف تحكم كبير في تقديم مشاهد الشغب و الفوضى عن طريق زوايا التصوير و المؤثرات البصرية و الصوتية و اداء الممثلين...
فالى اي مدى ستخرج متضامنا مع الواقع الفرنسي اليوم ؟ أو كيف ستنظر بعد الفيلم إلى المسلمين في فرنسا ؟ أو هل تأثرت نظرتك لحفدة الحركى بعده أو حتى إلى اليمين المتطرف ؟!
ام أن الفيلم سيخلق فقط نقاشا بينك و اصدقائك على رأي راي كوستا ڨافراس ؟