أثرياء حفاة عراة

الشعوب العربية التي فقدت بوصلة الاتجاه، تحركها اي هبة ريح بل حتى النسيم الخفيف يمكن أن يعصف باستقرارها الفكري والعقلي ويأخذها ابعد ممَ يأخذ الأوراق الميتة وريش الطيور، هذا ما اثبتته تسريبات باناما وأثبته من قبل موقع ويكي ليكس. دعونا أولا نؤكد أن الكثير من حكام العرب فاسدون ولن نبالغ إن قلنا أن بعضهم وصل إلى أن يكون فاسدا أفسد من الفساد نفسه، لكن قبل أن نذهب مع النسائم والعواصف تحركنا وتقلبنا كيفما شاءت حسب أعواء من قرر العصف والنفخ في وثائق باناما جنة التهريب الضريبي، نبحث عن الهدف ومن وراء هذه التسريبات، وكيف لتحقيق كبير مثل هذا شارك فيه عدد مهول من الصحفيين لم يتفطن له لا أجهزة ولا مليارديرات ولا سراق المال العام وهم أحرس من الحرس نفسه على ما نهبوه من مال الشعوب .. مع التحولات العالمية وما يحدث في كل الدنيا لا يوجد تسريب أو تحقيق يأتي من تلقاء نفسه لوجه الإنسانية فهذا العالم المتوحش آخر اهتماماته الإنسان والشعوب، إذا أمام توجيهنا وأخذنا للطريق الذي يريده من نفخ في ريح باناما فإنه لا بد من أن تظهر قضية معينة في الأيام القادمة، قضية عالمية تكون ناتجة عن هذه التسريبات وفي كل الأحوال ستدور في فلك العاصف في الريح والنافخ فيها، أما الحكام العرب والمسؤولين منهم الذين لا يستحون فعليهم أن يجدوا ملاذا آخرا يخفون فيه الملايير المهربة، ومن اليوم وصاعدا لن يستطيعوا أن يظهروا نعمة العز وسيكونون مجرد مليارديرات حفاة عراة لأنهم سيخفون آثار النعمة المسروقة التي ظهرت ردحا من الزمن على حياتهم المترفة وسيتعبون جدا في إخفاء الملايير فمنهم من يحفرلها ويخفيها في رمال الصحراء ومنهم من يحفر في عقاراته ويخزنها تحت الأرض، المهم أنهم سيتمنون لو بقوا موظفين براتب محترم وامتيازات يحسدهم عليها كل العالم على أن يكونوا لصوصا يهربون المال إلى باناما .