فتحت العلاقات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وكذلك البنى الثقافية السائدة في المجتمع آفاقا شاسعة في مجالات عديدة، وكانت تعبر في مجملها عن نمط معين من الحياة، بقيمه الخلقية والروحية، يدفع الإنسان مهما كان انحداره الطبقي إلى ربط أحلامه وطموحاته بالنمط والمثل الحياتي السائد، وفي مجتمع كمجتمعنا بات نمط الحياة السائد يدفع مصائر العديد من أفراد المجتمع ولاسيما أولئك المنحدرين من طبقات اجتماعية وسطى ودنيا، إلى التشبث بنمط الحياة المدني- المتحضر السائد مما يبعدهم عن التفكير الموضوعي في واقع حياتهم نفسها وعن تطويرها ومن ثم تغييرها. وبما أنهم لا يختارون الظروف ولا العصر الذي يعيشون فيه، فان إعادة خلق الإنسان وغرس القيم الروحية الثقافية الأصيلة فيه، وإعادة تربيته تولد لديه الوعي الكامل بتلك الظروف، ويمكنه بذلك استنباط طرائق التغيير في تنامي قدراته وإغناء ذاته. أن الثقافة وجميع ميادين البناء هي عملية تاريخية معقدة تخلقها الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية، فإنها تعمل بدورها على خلق القوانين العامة للتطور مؤثرة في إحدى تلك المراحل على تطور العملية الاجتماعية الاقتصادية نفسها، والتي تتأخر في بعض الظروف التاريخية الخاصة لأسباب خارجية وداخلية معينة عن العملية الثقافية، التي تتأثر بدورها إذا وجدت نفسها عرضة لتحديدات اجتماعية وتاريخية خاصة.. ولذلك فإن الطابع التحرري التحديثي التقدمي لحالة ما والتقليدي الرجعي مثلاً يبقى شيئاً موضوعياً لا يتوقف عن وعيه أو الوعي به
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 18/10/2021
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بن حرزالله حوداشي
المصدر : Sciences et Pratiques des Activités Physiques Sportives et Artistiques Volume 5, Numéro 2, Pages 82-87