لقد كان لفكرة القانون الطبيعي، والعالمية الرواقية تأثير قوي على الفكر السياسي المسيحي، بحيث يعتبر الرواقيون هم من وضع الأسس الفكرية للعالمية على المستوى الفلسفي، واستمرت في شكل ديني في ظل الفكر السياسي المسيحي، فقد مهدت لها الطريق لاستنباط مبادئ في تنظيم الحياة الاجتماعية التي تتضمن في بعض خصائصها شيئا من المبادئ الرواقية، كالإيمان بقانون الطبيعة الذي يحكم الكون فبحكم اللوغوس يتشارك الأفراد في الإنسانية وفي احترام الذات والاعتراف بالحقوق الطبيعية، ومنحوه حق المواطنة العالمية، فالإنسان ينتمي إلى مجتمع أكبر في نظرهم. وأطلقوا عليه مدينة العالم، والقانون الطبيعي هو أساس الحياة في المدينة الإلهية. وقد حل القانون الإلهي محل القانون الطبيعي عند توما الإكويني لتأثره بفكر شيشرون، إذ وظف القانون الطبيعي واعتبره منبعا لجميع القوانين والحقوق.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/02/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بلحنافي جوهر
المصدر : حوليات جامعة قالمة للعلوم الاجتماعية والإنسانية Volume 8, Numéro 2, Pages 1-22 2014-12-31