أثر التحول الصناعي على الصحة النفسية للعامل داخل المصانع

الملخص: إن مشاكل وتعقيدات التحول إلى المجتمع الصناعي، وسوء العلاقات الاجتماعية فيه تخلق تغيرا في اتجاهات العاملين نحو العمل، وتحدث لديهم حاجات نفسية كثيرة، ورغبات إن لم يتم إشباعها استحالت كفاءتهم الإنتاجية. وانتشرت بينهم اضطرابات الشخصية، التي تؤدي إلى اضطرابات العمل، ونشوء المشاكل العمالية والاجتماعية. هذه المشاكل والاضطرابات النفسية تفرض على إدارة المنشآت الصناعية تهيئة الظروف المادية والنفسية والاجتماعية للعمال، ووضع البرامج الخاصة بصحتهم النفسية لتحقيق الكفاية الإنتاجية في هذه المنشآت. إن العوامل الاقتصادية والتكنولوجية في المجتمع الصناعي تسهم في اضطراب الشخصية، فظروف العمل السيئة؛ تعيق النمو السوي للشخصية، لأنها تحمل التقليل من قيمة الذات، وتشعر الفرد بالإحباط الشديد، ولا تعطيه إلا وقتا ضيقا للترويح عن النفس. كما أن سوء العلاقات التي يتصف بها المجتمع الصناعي؛ ينعكس على العامل، وعلى عمله، وإنتاجه، وعلى صحته النفسية والجسمية. مما سبق نصل إلى تحديد إشكالية واضحة المعالم، من خلال طرح التساؤل الرئيس الأتي: ماهي أهم آثار وانعكاسات التحول الصناعي و التكنولوجي على الصحة النفسية للعامل داخل المصنع؟ إن الإجابة عن التساؤل السابق؛ تقتضي منا الوقوف على الكشف عن معاناة العامل داخل المصنع نتيجة التكنولوجيا الحديثة الموجودة في الميدان، من خلال إجراء دراسة ميدانية بأحد المؤسسات الصناعية الكبرى CPG بمدينة قسنطينة. حيث ستتم معالجة العناصر الآتية: • المحور الأول: تحديد الإشكالية- أهداف الدراسة- فرضيات الدراسة- المنهج- عينة الدراسة- أدوات جمع البيانات. • المحور الثاني: الصحة النفسية للعامل - أهم الأمراض النفسية داخل المصنع- الصحة النفسية والكفاية الإنتاجية- أثر الأمراض النفسية على التزام العامل- اغتراب العامل- فقدان القيم وإصابات العمل. • المحور الثالث: مناقشة نتائج الدراسة.