أبو عثمان سعيد بن محمد العقباني
مساهمة بقلم الأستاذ/ الحسين يختار
مهتم بالتراث الإسلامي....مستغانم
مقال منشور بجريدة صوت الغرب جويلية 2013
نبغ بتلمسان علماء فضلاء خاصة في ميدان القضاء والتشريع الإسلامي كان لهم تأثير بالغ في الحياة الفكرية الدينية" "و طبع إنتاجهم العلمي والثقافي وجه الحياة بالمدينة الزيانية و "كان بها أسر توارثت العلم كالمقريين والمرزوقيين والعقبانيين " على مايذكر المبارك الميلي
و العقبانييون من الأسرالمرموقة بتلمسان المعروفة بالديانة والورع والوجاهة جاء في تاريخ الجزائر العام أنها من " أشهر الأسر الماجدة والبيوتات النابهة في العلم والرياسة" التي أنجبت سلسلة من العلماء اضطرت معاصريهم ومترجميهم إلى التمييز بين أعلامها عن طريق الكنى حتى قيل أبو عثمان وأبو سعيد وأبو الفضل وأبوعبد الله وأبو سالم غير ذلك....
وتلقيب كل واحد منهم بالتجيبي ، يدل على أن العقبانيين ينتسبون إلى تجيب القبيلة القحطانية اليمنية الشهيرة بالأندلس، التي ينتهي نسبها الأول إلى" امرأة الأشرس بن السكون بن أشرس بن كندة""
استوطن التجيبيون الأندلس مع الفتح الإسلامي و" ملكوا أكثر مدن شرقها " ثم تفرعت هذه العائلة ليسكن أسلافها بسرقسطة و ودروقة، وقلعة أيوب" حسب الرواية التي يسوقها ابن حزم في جمهرة أنساب العرب
هاجر العقبانيون أرض الأندلس ، واستقروا بتلمسان ، ومع أن المصادر التي بين أيدينا لم تسعفنا في تحديد تاريخ هذه الهجرة، إلا ما يبدوا بالإستقراء أنها كانت مباشرة بعد وقعة حصن العقاب سنة 609 هـ التي مني فيها المسلمون بخسارة كبيرة أعقبتها حوادث مؤلمة أرغمت الكثير من الأسر العلمية على الهجرة نحو بلاد المغرب .
وبهذا الإفتراض يكون أبوسعيد محمد بن محمد بن محمد العقباني - والد المترجم له - أول النازلين بتلمسان
كما يعتبر أبو عثمان سعيد بن محمد العقباني المتوفى سنة811 هـ ـ والد أبو الفضل ـ أول أعلام العقبانيين شهرة بتلمسان .
كان سعيد بن محمد العقباني أخص تلامذة ابني الإمام والآبلي بتلمسان ، وأجمعت مصادر ترجمته على إمامته فضله وقد وصفه التمبكتي في نيل الإبتهاج بـ"إمام فاضل فقيه متفنن في علوم شتى"
و لم يشغله منصب القضاء الذي ابتلي به كما صرح بذلك لنحو خمسين عاما عن الحياة العلمية بمختلف مناحيها من الفتوى إلى التدريس إلى تصنيف الكتب التي منها التي ذكرها الأستاذ فيلالي :"شرحه على كتاب الحوفي في الفرائض استخدم فيه الكسور الإعتيادية لم يؤلف عليه مثله وشرح تلخيص ابن البناء وقصيدة ابن الياسمين في الجبر والمقابلة" بالإضافة إلى مؤلفات أخرى منها"شرح العقيدة البرهانية وتفسيره لسورتي الفتح والأنعام وشرح على البردة وابن الحاجب في الأصول "
وإلى جانب هذه المؤلفات والشروح كانت له مناظرات مع أقرانه التي منها : مناظرته الشهيرة لفقيه فاس أبي العباس أحمد بن قاسم القباب المتوفى سنة 778 هـ حينما كان قاضيا بمدينة سلا "والمسماة بلب اللباب في مناظرة العقباني والقباب قال عنها الونشريس في المعيار بانها كانت متداولة بين رجال الفقه بتلمسان "وذكر له مناظرته الأخرى للقباب أيضا حولة مسألة الإيلاء في الطلاق "
ولما قدم مدينة مراكش حاور بها أحد علماء اليهود حول مسائل عقائدية ،ولذلك استطار شأنه في الأوساط العلمية والأدبية حتى"كان يقال له رئيس العقلاء" ترجم له الونشريسي في وفياته فقال :" قاضي الجماعة الإمام العالم لأصولي الفاضل أبو عثمان سعيد بن محمد بن محمد العقباني "
وعنه يقول ابن فرحون في الديباج المذهب: "وصدارته في في العلم مشهورة ولي قضاء الجماعة ببجاية في زمن أبي عنان والعلماء يومئذ متوافرون وولي أيضا قضاء تلمسان " ونقل عن ابن صعد :
" كان فقيها علامة خاتمة قضاة العدل بتلمسانً"
ومما ذكره عنه صاحب البستان نقلا عن بعض أصحابه:ًٍإمام فاضل فقيه متفنن في علوم شتى" ووصفه ابن مخلوف في شجرة النور الزكية بـ:" العلامة النظار المتحلي بالوقار الفقيه المتقن العمدة المحقق الكامل "
تاريخ الإضافة : 11/12/2014
مضاف من طرف : aziz27
صاحب المقال : الأستاذ الحسين يختار