هو أبو حمو موسى بن أبي يعقوب، المعروف بأبي حمو موسى الثاني، من ملوك بني عبد الوادي الذين أسسوا دولتهم بتلمسان من عام 633هـ إلى 957هـ. ولد بالأندلس سنة 723هـ، حيث كان والده يقيم، ثم انتقل إلى تلمسان ونشأ بها وتفقه وعايش أحداثها. وعندما استولى المرينيون على المدينة سنة 753 هـ فر أبو حمو موسى الثاني من تلمسان واتجه نحو تونس، فاستقبل بحفاوة من طرف الحفصيين وقدموا له يد العون والمساعدة لاسترجاع مملكة أجداده التي ضيعها أعمامه. وفي عام 760هـ تمكن أبو حمو موسى الثاني من الدخول إلى تلمسان على رأس جيش كبير والاستيلاء على الحكم. وقد اعتلى أبو حمو العرش بعد أن ضيع أسلافه الملك مرتين إثر هزائمهم أما الجيوش المرينية الزاحفة على تلمسان. وبفضل هذا الرجل، استرجعت الدولة الزيانية بتلمسان مجدها واستقرارها حتى نهايتها في سنة 957هـ. استطاع أبو حمو موسى الثاني أن ينظم أركان الدولة ويرسي قواعد مملكته بفضل ثقافته وحنكته وشجاعته الواسعة، وأن يجعل من تلمسان مدينة الإشعاع العلمي والاقتصادي والحضاري حتى أصبحت أهم وأبرز حاضرة في بلاد المغرب الإسلامي.
عاد المرينيون لمهاجمة المدينة وأرغموا أبو حمو موسى الثاني إلى الخروج منها واللجوء إلى المناطق الجنوبية عام 772هـ . وبعد عامين من هذا الهجوم، تمكن أبو حمو موسى الثاني من طرد المرينيين من تلمسان واسترجاعها من جديد. وقد شيد فيها في هذه المرحلة المباني وأكثر من العمران وأصبحت تلمسان مقصد العلماء والتجار والطلبة، فالتحق به الأخوان ابن خلدون حتى أصبح يحيى ابن خلدون مسؤولاً عن شؤون ديوان الملك حتى وفاته في سنة 180هـ. وفي الفترة الأخيرة من حكم أبو موسى حمو االثاني عرفت المملكة تنافساً قوياً على العرش بينه وبين ابنه أبي تاشفين الذي لم يتردد في التحالف مع المرينيين والاستعانة بهم للهجوم على أبيه بتلمسان وقتله عام 791هـ.
ترك أبو حمو موسى الثاني آثاراً كثيرة تشهد له بقدراته على الحكم والقيادة وبشجاعته وثقافته وحصره الشديد على استرجاع ملك أجداده من قبضة المرينيين. وله كتاب ألفه في السياسة والملك ضمنه تجاربه مع السلطة والعرش وتسيير شؤون الدولة، أسماه "واسطة السلوك في سياسة الملوك" 1.
1 : ابن خلدون، تاريخ العبر، ج6، بيروت: دار الكتاب، 1968. عبد الحميد حاجيات، أبو حمو موسى الزياني، الجزائر: شونت، 1982.
تاريخ الإضافة : 26/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com