الجزائر

أبرز المثقفات والزاهدات



أما في ميدان الثقافة والتدين والزهد، فقد برزت منهن بعض التلمسانيات الصالحات، تنتمي إلى بيوتات تلمسانية عريقة نذكر منها:
1. السيدة، فاطمة بنت أبي زيد النجار، وزوجة أبي عبد الله محمد الثاني بن مرزوق جد الخطيب، وأمها هي منية بنت حسين من الصالحات(265).
2. ومنهن فاطمة بنت الشيخ العالم أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز وبنو عبد العزيز، بيت من بيوتات تلمسان العريقة، أهل علم وعدالة وقضاء وثقة وأمانة، وأنها حفيدة أبي العباس ابن صاحب الصلاة(265).
3. ومنهن الشيخة الصالحة عائشة بنت ابن الأكحل، وكانت هي الأخرى من خيار المثقفات الصالحات(266).
4. ومنهن المرأة الصالحة ''ستم'' بنت الشيخ أبي علي حسين بن الجلاب العالم الفقيه صاحب القلم والمال(267).
5. ومنهن أم الفتح، وهي أم خال الخطيب بن مرزوق، وكانت من الصالحات حجت وزارت، ثم توجهت إلى بيت المقدس وتوفيت به سنة(724هـ/1324م)، وكانت أم الفتح قد ربت الخطيب ين مرزوق الذي حج رفقتها وعمره لا يتعدى اثنتي عشرة سنة(268).
6. ومنهن زوجة أبي عبد الله محمد الثاني بن مرزوق، بنت الفقيه أبي عبد الله الكتاني، فقد كانت صالحة ملازمة للعبادة رفقة زوجها، مقتصرة على ما يقتصر عليه من مأكل وملبس متورعة قليلة الأكل، على الرغم من انتمائها إلى بيت غني، ومن أسرة ميسورة الحال، تنعم بالرفاهية، إلا أنها كانت مباعدة لأهلها، تحب التقشف والورع والزهد، مثل زوجها، أرسل والدها في يوم من الأيام مائدة من الطعام الفاخر مع الخادم، عندما سمع من وصيفتها بأنها لم تتعش، فغضبت غضبا شديدا وأنبت الخادم على إفشائها لسر بيتها، وقالت لها: ''ما جزاء الخادم التي تتحدث بأخبار المرأة مع زوجها إلا الإحراج''، ثم أعادتها إلى والدها الذي أهداها لها وقت زفافها(270).
ولما علم والدها بذلك، ترك سبيلها، وكانت تخرج معه إلى منزه كهف الضحاك، الذي كان يضرب به المثل، في المناظر الجميلة والراحة، وقيل فيه أشعار كثيرة(271)
7. ومنهن المرأة المتصوفة الصالحة الفقيرة، المعروفة بالمؤمنة التلمسانية التي انتقلت إلى مدينة فاس لطلب العلم، فعطفت على قراءة القرآن، ومجالسة كبار الفقهاء ومناقشتهم في المسائل الشرعية والفقهية والأخلاق، مثل قاضي الجماعة التلمساني بفاس، أبي عبد الله المقري، وأبي العباس أحمد الخطيب الشهير بابن قنفذ القسنطيني، (810هـ/1407م)، وأبي القاسم الشريف التلمساني، والشيخ الصالح أبي الحسن علي بن عبد الوهاب، الذي كان يكتب لها لوحها(272).
وكانت هذه المرأة التلمسانية، على درجة كبيرة من الزهد والتقشف، والعبادة والورع، وكان قوتها من غزل ونسيج يديها، وكانت أحيانا تنقطع عن مخالطة الناس ورؤيتهم، في رجب وشعبان ورمضان(273)، تتميز بدراية واسعة للفقه، وتتحدث كثيرا مع جلسائها على المعاملات والآداب والأمور الفقهية الأخرى، وتنبههم إلى ما ينتفعون به في آخرتهم(274).
وكان لباسها عبارة عن جبة صوف، وتضع على رأسها طرفا من تليس معقودا تحت ذقنها، وشيب رأسها يبدو على جبينها، وكانت منيتها أن تموت بالعباد، فتحققت هذه الأمنية، وتوفيت به بعد رجوعها من فاس(275).
8. ومنهن عائشة بنت الفقيه الصالح القاضي أحمد بن الحسن المديوني، التي كانت فقيهة صالحة، ألفت مجموعا في الأدعية اختارتها، تتميز بقوة في تعبير الرؤيا، اكتسبتها من كثرة مطالعتها لكتب الفن(276).
9. ومنهن الفقيهة أم البنين، التي كانت تحضن حفيدها أحمد بن محمد البرنسي الشهير بزروق(277).
10. ومنهن السيدة زينب بنت الشيخ الصالح أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الدلايلي، الصالحة ذات المال والجاه من بيت مشهور، في مدينة تلمسان في القرن الثامن هجري(278).
11. ومنهن أم الفتح المدعوة بفتحون، كانت صالحة مستجابة الدعاء زاهدة في الدنيا، عاكفة على العبادة والوعظ أم الفقيه أبي إسحاق(279).


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)