الجزائر

أبدع وتفرد على غرار روماني وكاتب ياسين المسرح.. الجانب الخفي في أدب نجيب محفوظ



قال المخرج المصري أحمد إسماعيل، أن الطبيعة الفنية الدرامية لنصوص الأديب العالمي نجيب محفوظ المسرحية، ليس لها شبيه في المسرح المصري والعربي، مستثنيا بعض سمات من مسرح ميخائيل روماني في مصر والكاتب المسرحي الجزائري كاتب ياسين، وحسب المختصين فإن كثيرين لا يعرفون أن لأديب نوبل إسهامات في مجال المسرح تتمثل في سبعة نصوص مسرحية قصيرة كتبها من فصل واحد، جمع عدد منها في مجموعته القصصية “تحت المظلة”.
وقال إن نصوص محفوظ مثل نصوص كاتب ياسين أو ميخائيل روماني، لها طابع تعبيري وتجريدي، له خصوصية متفردة على الرغم من وجود أصداء من الاتجاهات العالمية الغربية في المسرح مثل الملحمية والتعبيرية الألمانية في مسرح اللامعقول، ما يوحي بأن الأديب العالمي كان واسع الاطلاع على تجارب المسرح العالمي، مثلما كان متتبعا للرواية والقصة القصيرة والشعر. وأشار إلى أن السمة الأساسية لموضوعات نصوص محفوظ المسرحية هي الموضوعات الافتراضية، أي الخيالية، ولكن صياغتها الفنية توحي بقوة واقعيتها، والاختيار الفنتازي الخيالي لهذه الموضوعات اعتقد أنه كان بغرض إعطاء الحرية للكاتب من ناحيتين، الأولى خاصة بالرحابة الفكرية وعدم الترجمة الحرفية والمشابهة الميكانيكية أو الإسقاط المباشر على أحداث واقعية، ولكنها رحابة الفكر في اتجاهاته المتنوعة، والناحية الثانية فيما اعتقد أعطت الكاتب بنية فنية متماسكة، وبمعنى فني، لقد أعطى هذه الاختيار الافتراضي لموضوعاته وحدة فنية مستقلة، أي عملا فنيا قائما بذاته وموازيا للحياة.
وقال الأديب الراحل في أحد الحوارات الصحفية التي أجريت معه، إن المسرح أسهم في تشكيله وجدانيا وكان مصدرا مهما من مصادر الثقافة والمعرفة مع الرواية والشعر، والنصوص المسرحية السبعة التي كتبها محفوظ هي “الشيطان يعظ”، “الجبل”، “يحيي ويميت”، “تركة”، “النجاة”، “مشروع للمناقشة”، و«المهمة”.
وفي حوار لمحفوظ نشرته مجلة المسرح في عدد نوفمبر الصادر في عام 1979، قال: “علاقتي بالمسرح كمشاهد علاقة قديمة جدا، ففي سن الطفولة حضرت بصحبة أبي بعض تمثيليات الريحاني وعلي الكسار، وبدءا من سنة 1925 عرفت الطريق إلى روض الفرج، وكان حافلا بمقلدي الريحاني وعلي الكسار، وشاهدت كثيرا من المسرحيات التي كانوا يقدمونها في أزمنة سابقة أثناء الحرب العظمي في 1914 وبعد ذلك عرفنا طريقنا إلى المسرح المصري في الثلاثينيات”. وأضاف: “لما بدأت تثقيفي الأدبي كان المسرح بطبيعة الحال في طليعة قراءاتي الدراسية، فقرأت ما استطعت من قديمه ممثلا في الإغريق وغوته وشكسبير وكورني وراسين ثم المعاصرين في ذلك الوقت أمثال إبسن وشو وتشيخوف وغيرهم”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)