أباء وأجداد يؤكدون

ما إن يحل علينا شهر رمضان الكريم إلا وتعلو الفرحة والسرور وجوه الجميع، ويهنّئ الكل بعضهم البعض، إلا أن العديد من العائلات تؤكد أن الفرحة فقدت رونقها وحلاوتها مقارنة بسنوات خلت، فقد كان الأطفال يرددون بعض الأهازيج ويسمح لهم على غير المعتاد – بالخروج ليلاً في رمضان، والبقاء خارج المنزل حتى وقت متأخر لمزاولة احتفالاتهم وألعابهم وأناشيدهم، وهم في غير رمضان لا يسمح لهم بالخروج من منازلهم بعد صلاة المغرب.لطيفة مروانالجدة مريم، 79 سنة، من بومرداس، تقول أن اتساع رقعة الجزائر، والتباعد بين أطرافها جعل الإعلام بوقت المغرب أثناء طفولتها يتخذ أشكالاً متعددة، إذ لم يكن يكفي الأذان من فوق منارات المساجد، لإعلام الناس بدخول وقت المغرب، بل لجأ الناس إلى وسيلة إضافية للإعلام بدخول وقت الإفطار، وذلك بالنفخ في بوق في اتجاه التجمعات السكانية في الوديان والقرى، وإذا صادف وجود مبنى قديم مرتفع فإن بعضهم يصعد إلى ظهر ذلك المبنى، ويؤذن من فوقه ليصل صوته إلى أسماع الصائمين.ومن المأكولات الشائعة عند العاصميين في الماضي، تقول الحاجة وردية، 76 سنة- "طاجين اللحم لحلو أشهر المأكولات آنذاك، وتقدم في أيام مختلفة من شهر رمضان، لكن لابد من تواجدها في اليوم الأول من رمضان على مائدة الإفطار. ومن لم يفعل ذلك فكأنه لم يُفطر. وتصنع من العينة – أي البرقوق المجفف- والزبيب مع اللوز ولحم الغنم أو الدجاج ويضاف إليهما قليل من السكر، ويكون مرقه ثخينًا، في كثافة العسل".وتضيف أنه من أنواع الحلوى شهرة آنذاك حلوى "المقروط" –وهو الأشهر – وهو السميد الذي يكون فيه التمر، وكذلك "الزلابية" حلوى لذيذة تقدم في كل بيت، وفي كل يوم، ولها أنواع متعددة لا يمكن إدراك حقيقتها بالوصف، لكن بالأكل.ثم يأتي العيد، وتقول الحاجة زكية، 75 سنة، من بوفاريك أنه بهجة الجميع، وفرحة المسلمين بإتمام الصيام، و"لئن كانت أيام العيد أيام فرحة وأنس وتآلف للأرواح، فإنه يكون للصغار أيام لعب ولهو ومرح"، حيث يلعب الأطفال ألعاباً شعبية مختلفة، كلعبة المخرقبة: وهي لعبة تُشبه لعبة الشطرنج تلعب على الأرض بين شخصين بواسطة الحصى والنوى، وهي من الألعاب التراثية الشعبية، هذا غير السباقات وألعاب الكرة والألعاب النارية التي يشترك في لعبها الأطفال في جميع دول الوطن العربي.