(المخابر الأمريكية اعتبرت ما بلغناه معجزة علمية، والجزائر أمامها فرصة العمر)
لا حديث في الأوساط العلمية والطبية في الولايات المتحدة الأمريكية في الأيام الأخيرة سوى عن الاكتشاف العلمي الهام، الذي أنجزه طاقم طبي فرنسي بقيادة البروفيسور الجزائري كمال صنهاجي، الذي وضع حجر أساس علاج داء السيدا الذي أباد حسب منظمة الصحة الدولية منذ عام 1981 أكثر من 25 مليون شخص، من بينهم العشرات من الجزائريين.
"الشروق اليومي"، اتصلت، زوال أمس الاثنين، بالبروفيسور كمال صنهاجي المتواجد حاليا في ليون الفرنسية، وسألته عن هذا الاكتشاف الهام، وصداه الدولي، فقال إن الأمريكيين أنفسهم صاروا يعوّلون على فريق العمل الذي يشتغل معه البروفيسور صنهاجي، لأجل القضاء على السيدا، خاصة أن اللقاح أصبح هو الأقرب للتحقيق من العلاج، وحدّد مدة ثلاث إلى خمس سنوات لجعل هذا اللقاح في متناول البشرية، وهي فترة زمنية وجيزة علميا، إذا ما قورنت بأمراض كثيرة تطلبت قرونا من الأبحاث لأجل اكتشاف لقاحاتها. وعندما سألناه إن كان هذا الاكتشاف سيمنح أصحابه جائزة نوبل في الطب، ابتسم واعتبر ذلك ممكنا، خاصة أن البروفيسور صنهاجي كان ضمن فريق العمل الذي ساعد العالم الفرنسي لوك مونتانيي في الحصول على جائزة نوبل في الطب عام 2008 عقب اكتشاف فيروس السيدا.
وإذا كانت نواة هذا الاكتشاف العلمي الكبير موجودة في ليون تحت إشراف البروفيسور كمال صنهاجي، فإن الحكومة الفرنسية جعلت مخابر باريس وستراسبورغ تحت تصرّف مخابر ليون، ويعتمد هذا الاكتشاف على تطوير خلايا بيضاء، تكون نسخة طبق الأصل من خلايا المناعة التي ينسفها فيروس الإيدز، وتعمل هذه الخلايا على عزل الفيروس، والقضاء عليه في مدة ستّ ساعات بمجرد أن يتم زرعها في جسم المريض، وهذا الاكتشاف أهمّ من الدواء الذي اخترعه البروفيسور صنهاجي، الذي مكّن المرضى من التعايش مع السيدا لمدة تقارب الربع قرن، سألنا البروفيسور صنهاجي الذي حلّ خلال أيام البكالوريا بالجزائر، حيث يُشرف على مخبر تيزي وزو، عن مغامرته مع شهادة البكالوريا التي اجتازها عام 1975 فقال إنه خاضها ضمن شعبة الرياضيات، وحصل على علامة حسن في ذلك الوقت.
وعندما توجّه بعد حصوله على البكالوريا من الجزائر الوسطى إلى فرنسا لدراسة الطب، وجد مستواه عاليا مقارنة بالطلبة الفرنسيين، وبملاحظة حسن في الجزائر كان على مدار دراسته في فرنسا الأول دائما في دفعته، وقال إنه لم يكن متفوقا في الرياضيات والفيزياء فقط، بل كان يهتم بالأدب العربي وبالفلسفة واللغات الأجنبية، إلى درجة أن ابن خالته الذي امتهن الترجمة في وزارة الخارجية نصحه بأن يدخل معهد الآداب، معتبرا أحسن المعرّبين من أتقنوا بقية اللغات، وكانوا علميين أيضا، لأن لغة الخشب أفقدت العربية رونقها. يذكر أن البروفيسور صنهاجي من مواليد الجزائر العاصمة عام 1954، وهو متزوج من طبيبة جزائرية .
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 14/06/2013
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : حاوره: عبد الناصر
المصدر : الشروق 2013/06/13