الجزائر

آه.. يا أم حسين.. أنتِ وين والعرب وين؟



غزة تحت القصف..
آه.. يا أم حسين.. أنتِ وين والعرب وين؟
الشيخ أبو اسماعيل خليفة
هذا تعبير عفوي عن موقف موجز البلاغة صار مثلا شعبيا. والأمثال الشعبية هي أهمّ روافد الثقافة الشفهية التي تختزل عصارة تجارب السلف وتُعدّ تركة عامرة بالعلوم والمعارف التي خلّفها لنا أجدادنا لتشق طريقها بين ثنايا مواقف في حياتنا لتكون شاهدا مهمّا لها.. ولقد اخترت لكم هذا المثل أعلاه..
وأم حسين هذه والتي قيل في شأنها هذا المثل:
يقال أنها فلسطينية صاحت أثناء اجتياح القوات الإسرائيلية لجنوب لبنان قائلة:
واعروبتاه... وا اسلاماه.. عدة مرات ثم سقطت شهيدة برصاص القوات الإسرائيلية..
سمعت صوتها جارة لها جاءت تجري وتحاول إنقاذها فوجدتها تسبح بدمائها فقالت عندئذ: آه.. يا أم حسين.. أنت وين؟ والعرب وين؟..
هذا مثل.. ومن عقل الأمثال سماه الله تعالى في كتابه عالما قال تعالى: وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون .
وإن أحداث غزة اليوم وقبل اليوم فضحت أقواما وكشفت أوراقا وأسقطت رموزا وأظهرت عوار الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
في غزة يفضح الإعلام وجه الحرية ويكشف ثوب الحقيقة فحين تتشدق الدول الكبرى باتفاقيات السلام وترعى مواثيق حقوق الإنسان وتنادي بنبذ العنف ثم نجدها ساكنة لا حراك وصامتة بلا ضمير ندرك المؤامرة المكشوفة ولا ينكرها إلا من في عينه قذى وفي قلبه دخن.
فعذرا غزة ما نصرناك حقاً ولا وفيناك عهداً ولا أعطيناك وعداً. وفيك لا تكفي الكلمات ولا العبارات. فعذراً عذرا.. لا حول لنا ولا قوة انقطعت بنا السبل وضاقت علينا اﻷرض بما رحبت وتفطرت القلوب من هول ما نرى ونسمع.
اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل في غزة بل في فلسطين وفي العراق وفي الشام وفي ليبيا وفي اليمن وفي كل مكان يراق فيه دم المسلمين أنت ولينا ونصيرنا فانصرنا على الظالمين.. لا حول ولا قوة إلا بك إنا نبرأ إليك من كل منكر يرتكب في الأرض ولا نرضاه فاجعل براءتنا من ذلك شهادة لنا يوم نلقاك..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)