الجزائر

آمال الفلسطينيين في العام الجديد.. انتهاء الكابوس



بينما لم يجلب عام 2023 سوى حرب مدمّرة لم يشهد الفلسطينيون مثلها، تبقى الأُمنية الأساسية للغزاويين داخل مراكز الإيواء والخيام المنتشرة في مناطق جنوبي القطاع بمناسبة العام الجديد، هي انتهاء العدوان والعودة إلى حياتهم الطبيعية.ففي رفح، المدينة التي اجتذبت أعدادا هائلة من الفلسطينيين الفارين من أجزاء أخرى من القطاع، انشغل السكان بمحاولة العثور على مكان يحتمون فيه أو أي مؤن غذائية أو ماء، أكثر من اهتمامهم باستقبال العام الجديد.
وفي السياق، قال مواطن فلسطيني في منتصف العمر، دمرت غارة جوية صهيونية منزله في خان يونس وفقد اثنين من أقاربه بسببها، "أنا أتمنى الرجوع إلى ركام منزلي في عام 2024، كما أتمنى أن يعيش أبناؤنا بسلام وأمان وأن يعودوا إلى مدارسهم وجامعاتهم وكذلك العمال يعودون إلى مؤسساتهم".
وقالت فلسطينية أخرى وهي تبكي، "عام 2023 كله معاناة. من شهر عشرة ونحن نعاني في الشارع". وأضافت: "حياتنا كلها صارت شوارع، أكلنا في الشارع، مسكننا في الشارع، نموت في الشارع، أولادنا في الشوارع، كلنا مشردون. فقدنا حاجات كثيرة في عام 2023". وأعربت عن أمنيتها بأن يشهد العام الجديد نهاية الحرب.
من جهتها أوردت طفلة، لا يتعدى عمرها 12 عاما من مدينة غزة بينما كانت تلعب مع قطة صغيرة وسط الأنقاض، "أتمنى في سنة 2024 أن تعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت، نلبس ونتفسّح ويصلحوا البيوت التي دمّرت".
نحن موتى..
هذا، واستغل فلسطيني ما يجري من حوله، ليقول إن أهالي القطاع باتوا موتى يتنفسون، في إشارة منه إلى صعوبة الحياة في تلك البقعة من الأرض. وأضاف، أن حياتهم تختلف عن الأموات في أنهم لم يدفنوا تحت الأرض حتى الآن، مشددا على أن غزة باتت تفتقد كل مقومات الحياة.
يشار إلى أنه قبل ثلاثة أشهر، كانت غزة مكانا نابضا بالحياة، واليوم أصبحت مشهدا من الخرسانة المتهدمة.
وضع يزداد تدهورا
ويسود وضع إنساني كارثي أنحاء قطاع غزة، الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة وقد اضطر نحو 85٪ منهم إلى الفرار من منازلهم هرباً من قصف الاحتلال، وفق بيانات الأمم المتحدة.
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، دعوته إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري". فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية بين سكان القطاع.
وقال رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، إن "السكان النازحين المصابين بصدمة والمنهكين يتكدسون على قطعة أرض تزداد صغراً". في حين كتب المفوض العام لوكالة "أونروا"، فيليب لازاريني، في بيان، أن "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجستية عدة".
المساعدات لا تلبي الاحتياجات
في الأثناء، تصاعدت النداءات الداعية إلى زيادة المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة، إذ أن ما يدخل القطاع لا يلبي 10٪ من احتياجاته. وقالت منظمات إنسانية، إنّ "زيادة حجم المساعدات للمدنيين في قطاع غزة أمر مُلح، إذ أنّ حوالي نصف سكان غزة يعانون من الجوع الشديد والشديد جدًا". وأشارت إلى أنّ "90٪ من سكان القطاع، قد يقضون يومًا كاملاً بدون طعام". وأوضحت أنّ "190 شاحنة مساعدات تسمح سلطات الاحتلال بإدخالها يوميًا إلى قطاع غزة، لا تلبي 10٪ من احتياجات السكان هناك".
وأكدت قائلة: "وسائل الإعلام الصهيونية، تخفي عن جمهورها حجم الدمار والقتل والكوارث الإنسانية الحقيقية في قطاع غزة نتيجة للحرب الدائرة".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)