استعان علماؤنا في بناء نصوصهم وإنتاج معارفهم بوسائل وآليات لنقلها إلى جمهور المتلقين؛ لأنه لا يمكن استيعاب مضامينها دون العلم بها، ولقد اصطلح علماؤنا على هذه الآليات بالآليات الإنتاجية التي تعمل على توليد وإنتاج المعرفة وقد تكون الآلية أصلية تراثية وقد تكون مستمدة من ثقافات أخرى. كآلية الاستدلال؛ حيث جاءت نصوصهم وخطاباتهم مبنية بناء استدلاليا من أجل إنتاج معارفهم وإثباتها. وليتضح دور الاستدلال في بناء نصوص العلماء القدماء وإنتاج معارفهم كان منهاج البلغاء وسراج الأدباء لأبي الحسن حازم القرطاجني نموذجا عن تلك النصوص اللغوية التراثية.
إن الناظر في تراثنا العربي والمتفحص لأصوله يجد نفسه أمام تراث تختلف فروعه وعلومه ومجالات البحث فيه، ولم يكن لهذا التراث أن يصل إلينا دون نصوص وخطابات حملت مضامينه المختلفة بطريقة منطقية ومنهجية سليمة، الأمر الذي دفع الباحثين لكشف فحوى هذه النصوص والنظر في بنائها ومناهجها التي جعلتها تظهر بهذا البيان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/03/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - كلاتمة خديجة
المصدر : مجلة المخبر' أبحاث في اللغة والأدب الجزائري Volume 8, Numéro 1, Pages 185-205 2012-06-01