تشير أحدث أرقام الجريمة لدى فئة الأطفال والقصّر في الجزائر إلى تنامي ظاهرة جنوح الأحداث، حيث إن ما لا يقل عن 11 ألفا منهم يحالون على العدالة سنويا، أي بمتوسط 30 طفلا في اليوم. وفي نفس الاتجاه، تشير تقارير مصالح الدرك الوطني إلى أن أكثـر من ثلاثة آلاف قاصر لفظتهم الأسرة أو المدرسة إلى الشارع تورطوا في أعمال عنف كثيرة عبر ولايات الوطن.
كشف رئيس شبكة ندى للدفاع عن حقوق الطفل، عرعار عبد الرحمن، أن 11 ألف طفل يحالون على العدالة سنويا. مشيرا إلى أنه لا يوجد تكفل حقيقي بالمشاكل التي يعيشها القصّر، سواء في الوسط العائلي أو خارجه، خاصة في غياب ما أسماه بالمرافقة الاجتماعية والبدائل الثقافية والرياضية لامتصاص وقت فراغهم. وأضاف عرعار، أنه لا توجد آليات تساعد فئة القصر في المجتمع، في حل النزاعات قبل وصولها إلى العدالة. مرجعا أسباب ارتفاع جنوح الأحداث لعدة عوامل، من بينها التسرب المدرس وتخلي بعض الأولياء عن أطفالهم بسبب الأمراض أو لأسباب اجتماعية، إلى جانب تخلي بعض العائلات للأطفال الذين يتم التكفل بهم، والأطفال الذين يولدون خارج إطار الزواج. وفي نفس السياق، أشار تقرير أنجزته خلية حماية الأحداث التابعة للقيادة العامة للدرك الوطني، إلى أن القصر أصبحوا أكثر عنفا، من خلال احترافهم لجرائم السرقة، بـ887 قضية تم معالجتها، تليها جرائم الضرب والجرح العمدي بـ656 قضية.
كما أن تحقيق حلم بلوغ الضفة الأخرى أصبح لا يقتصر فقط على الكبار، بل يراود القصر أيضا، بدليل أن الأرقام تشير إلى توقيف 187 قاصر، من بينهم 181 إناث و6 ذكور. وما ميز التقرير، تورّط الإناث في مختلف الجرائم المرتكبة، إذ تم توقيف 141 فتاة، بينما أخذ الذكور حصة الأسد بتوقيف 3140 طفل، مع تورط 151 آخرين بتهمة التحطيم والتخريب.
وتأتي العاصمة في مقدمة الولايات التي تعرف جنوح الأحداث، تليها سطيف ثم تمنراست. من جانب آخر، أصبح القصر مستغلين من قبل شبكات إجرامية تسعى إلى تجنيدهم للإفلات من الرقابة والملاحقة الأمنية، وهو ما يعكس توقيف 351 قاصر. ويعد تحريض القصر على الفسق والدعارة من أكبر قضايا العنف التي سجلت ضد الأحداث بـ160 قضية، يليها الضرب والجرح العمدي بـ133 قضية، ثم السرقة بـ27 قضية.
بالمقابل، قال المحامي غلام الله فؤاد، أنه رافع في الكثير من القضايا الخاصة بالقصر المتابعين قضائيا، من بينها قضية قاصر عاقبتها محكمة الأحداث بـ6 أشهر حبسا غير نافذ، على خلفية متابعتها بتهمة تكوين جمعية أشرار والضرب والجرح العمدي، حيث أن الفتاة القاصر كانت قد تعرضت لاعتداء جنسي، وللانتقام من الفاعل انضمت إلى مجموعة من الشباب اعتدوا عليه بالضرب.
كما روى لنا المحامي، قضية أخرى لقاصر في 16 من العمر، ألقي عليه القبض وهو بصدد ترويج الحبوب المهلوسة في إحدى مدارس العاصمة، والقضية ما زالت مطــــروحة على محكمـــة الأحداث للفصل فيها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/02/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الجزائر: أ. رزيقة
المصدر : www.elkhabar.com