أحيا سكان وادي خلوق الواقعة ببلدية سيدي لزرق في ولاية غليزان، ”وعدتهم” السنوية للموسم الثاني على التوالي، بعد سنوات من وقف هذه العادة الاجتماعية الثقافية خلال التسعينيات، حين كانت المنطقة مهجورة من طرف السكان الذين غادروها بسبب المأساة الوطنية التي كانت سائدة آنذاك، ليلقي الأمن ظلاله الذي استعاد بفضله سكان المنطقة أحد أهم طقوسهم الموروثة من الأجداد.بالمناسبة أقيمت عدة نشاطات تقليدية، حيث كانت الفروسية والشعر الملحون وعرض مختلف أنواع المأكولات الشعبية، حاضرة بهذه الوعدة التي توافد عليها الآلاف من المواطنين بالإضافة إلى جانب سلطات بلدية سيدي لزرق. فرصة للقاء ”زعماء” العرشلعل ما تتميز به ”وعدة” وادي خلوق، حسب تصريحات بعض الشيوخ، أنها ذات طابع اجتماعي وأخوي، اتخذها سكان المنطقة موعدا للقاء والتزاور والتشاور، وكذا فرصة للتصالح بتجديد العلاقة بين أفراد العرش الذي حافظ عليه الأهالي في ظل العولمة وتبادل الثقافات. كما أنها مناسبة لتعريف الأجيال الجديدة بجذورهم بزيارة معقل عرشهم، ناهيك عن التحاور والتعارف بين الناس، مع خلق علاقات تساهم في توطيد أواصر الأخوة، فضلا عن معايشة ”فنتازيا” الخيول والبارود التي شارك فيها العشرات من الفرسان الذين قدموا من مختلف الولايات بزيهم التقليدي المتمثل في ”البرنوس الجريدي” والسروال العربي والشاش ”القنار” المصفف بالخيط الأسود والبندقية، ليسحروا الألباب بعروضهم الرائعة. وما زاد من المشاهدة الرائعة جمالا هي تلك الزغاريد المنبعثة من هنا وهناك تعبيرا عن الفرحة التي أحالت الوعدة إلى عرس حقيقي، فضلا عن حفاوة استقبال الأهالي لضيوفهم والعابرين، مثل ما يخص به عواد عرباوي ممثل لواحدة من العائلات المعروفة بالمنطقة الوفود الحاشدة من كرم فياض، حيث لا يخلو بيت من الضيوف. ولكثرة الوافدين نصبت الخيم في كل مكان مع فرش الزرابي، وصفت الموائد التي رتبت عليها جفان الكسكس واللحم الشهي. وقد اختتم هذا الجمع الوعدة بالدعوات لأهالي المنطقة بالخير والبركات على أن يتم اللقاء مجددا خلال السنة المقبلة. واستغل أهالي المنطقة المناسبة وناشدوا عن طريقها السلطات المحلية للوقوف على معاناتهم مع عدة مشاكل عويصة، منها الاستفادة من المشاريع التنموية، خاصة أن هذه المنطقة تعتبر شبه نائية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/09/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com