العقاب الجسدي ضد الأولاد يدفعهم إلى الكذب ومعاداة المجتمع وإنه كلما زاد العقاب الجسدي على الصغار زاد نفورهم من المجتمع وزاد كذبهم بحيث أوضحت الدراسة أن الصغار الذين يتعرضون للضرب ينشأون كذابين أكثر من أبناء جيلهم الذين لا يضربون ميلاً إلى العنف ضد الآخرين ولا يظهرون أية مشاعر ندم على الأعمال العنيفة التي يقوم بها أو عن الأخطار التي يقعون فيها خلال مسيرة حياتهم كما أن إحدى الظواهر الأخرى لهؤلاء الأطفال هو قيامهم بتخريب وإبادة الأشياء بدون أي سبب كما أنهم يرفضون إطاعة أساتذتهم في المدارس وتنفيذ ما يطلبونه منهم.وقد بدأ الباحثون العمل على دراستهم هذه في عام 1988 حيث وجهوا أسئلة إلى 807 من الأمهات وقع الاختيار عليهن بصورة عفوية وتبين أن 44 بالمائة منهم ضربوا أولادهم بين الأعمار 6 إلى 9 سنوات وتبين أن 10 بالمائة من الأمهات اللواتي سئلن قد ضربن أطفالهن أكثر من 3 مرات و14.1 في المائة مرتين و19.8 مرة واحدة مع تأكيد الباحثين في دراستهم على أن تخفيف العقاب الجسدي أو حتى إلغاءه سيساعد الطفل على تغيير تصرفاته المعادية للمجتمع.
حوادث العنف التي يرتكبها الكبار ضد الأطفال مهما كانت صغيرة فإنها تترك جرحا نفسيا عميقا وأن هذا الجرح يتراكم مع استمرار الاعتداء بالضرب على الطفل وإنما يمكن أن نؤكد ذلك إذا نظر كل منا إلى ذكريات طفولته. إن أسوأ ذكريات الطفولة هي تلك التي تعرضنا فيها للضرب من أبوينا والبعض يجد أن مثل هذه الذاكرة غير محببة فيحاول التقليل منها وأن يتحدث عنها بشكل فكاهي.
إن خطر ضرب الأطفال كبير ولكن بعض الآباء يجادلون ويقولون ولكن كيف تكون أبًا أو أمًا مسؤولين إذا لم تسيطر على الطفل وتمسكه بقوة أثناء عبور الطريق وحقيقة الأمر فإن ضرب الأطفال على الخدود يدخلهم في غضب عاطفي هائل يجعلهم غير قادرين على تعلم دروس الكبار.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 05/02/2018
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : أخبار اليوم
المصدر : www.akhbarelyoum-dz.com