الجزائر


آثار
أثار إعلان وزير الثقافة التونسي مراد الصقلي، عن عزم الحكومة إسناد المواقع الأثرية في تونس لمستثمرين خواص لاستغلالها وكرائها على امتداد 25 أو 30 سنة، ردود أفعال غاضبة وموجة من النقد والاستنكار، واعتبر وزير الثقافة التونسي أن الاستثمار في المواقع الأثرية سيكون في مشاريع ذات أبعاد ثقافية وله مردودية اقتصادية وتنموية، واشترط الصقلي أن يعود جزء من الأرباح إلى الدولة التونسية، وقال «أعلم أني سأجد ردود فعل سلبية سواء من المعهد الوطني للتراث أو من موظفي وكالة إحياء التراث لكني سأقوم بما فيه صالح للمجموعة الوطنية».وكشف عدنان الوحيشي المدير العام للمعهد التونسي للتراث أن مراد الصقلي أعلن عن مشروع الفكرة عبر وسائل الإعلام دون استشارته للمؤسسات المعنية المتداخلة.وتملك تونس حسب بعض الخبراء، أهم مجموعة أثرية رومانية في العالم تضم نحو 30 ألف قطعة موزّعة على المتاحف، إضافة إلى مواقع أثرية بعضها مدرج ضمن التراث العالمي، وقال الوحيشي إن المعمول به أن يستشير الوزير المؤسسات المرجعية لكنه تجاهل رأي المختصين وهو ما أثار استغراب الباحثين في المعهد الوطني للتراث والساهرين على المواقع الأثرية.واعتبر المدير العام للمعهد التونسي للتراث أن تونس عضو في الجمعية العالمية للمواقع والمعالم، وقد أمضت على اتفاقية لحفظ المواقع والمعالم وصيانتها وحسن استغلالها، واعتبر أن خيار الكراء لمن يدفع أكثر ليس محبذا لآثاره السلبية الممكنة على المواقع الأثرية.ولم يندمل جرح تهريب وسرقة الكنوز الأثرية في تونس، حتى انضاف إليها نزيف هدم وحرق المعالم الدينية والتاريخية من بعض جماعات إسلامية متشددة ظهرت إثر ثورة الياسمين، حتى أصبحت ذاكرة تونس الحية مهدّدة بالضياع وتاريخها الثري والمتنوع عرضة للاندثار.وتنتشر في مختلف أنحاء تونس الزوايا والمقامات الصوفية التي يعتقد كثير من السكان في بركتها، وتجتذب هذه المقامات الزوار الذين يأتون إليها للتضرع بالدعاء أو لنحر القرابين وتقديم النذر.وكانت وزارة الثقافة التونسية استنكرت أعمال هدم طالت زوايا ومقامات (أضرحة) صوفية في البلاد، وهدّدت بمقاضاة الضالعين في هذه الأعمال، وقالت الوزارة في بيان لها «تستنكر وزارة الثقافة بشدة الاعتداءات الحاصلة على بعض الزوايا والمقامات التي تمثل جزءا من التراث الوطني في بعديه المادي وغير المادي الذي يجب أن تتكاثف الجهود في المحافظة عليه».وتشير تقارير المعهد التونسي للإحصاء إلى أن ظاهرة النبش والتنقيب على المواقع الأثرية بلغت أكثر من 40 حالة اعتداء وتخريب بعد ثورة 14 جانفي 2011، ومن التجاوزات الخطيرة التي ظهرت الاعتداءات المتعمّدة على التراث من خلال حرق ونهب الزوايا والأضرحة، حيث تم الاعتداء على 114 مقاما إما بالحرق أو بالتكسير أو بالتهشيم أو بالسرقة، من هذه المقامات والزوايا نذكر زاوية سيدي بوسعيد الباجي وزاوية السيدة المنوبية وسيدي عبد القادر الجيلاني وزاوية سيدي يعقوب من طرف جماعات سلفية. وكالات




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)