يعتبر أي شعار سياسي أو اشهاري،أو ثقافي ....وحتى الرياضي ..صورة تعكس فلسفة الأمة ومرجعية المجتمع من خلال المحتوى أو الفكرة المراد ايصالها إلى المتلقى وبقدر ما هو ..فانه يلخص الهدف والمقصد فإذا كانت الصورة تعبر عن ألف كلمة، فان الشعار يعبر عن ألف جملة وجملة،خاصة إذا كان غنائيا، وبتركيبة لحنية مدروسة وإيقاع بسيط، تستسيغه المسامع وبنمط تكراري يفرض على السامع أو الملتقى فرضا، من خلال مختلف وسائل الاعلام بترسانتها التكنولوجية الحديثة، اذ يقول علماء التنمية البشرية المختصون في الذاكرة والتذكر،أنه اذا تكرر الشيء ستة (06) مرات فانه يرسخ في الذاكرة بنسبة 90 بالمائة .فتصوروا معي اذا تكرر شعار "الخضر " تكرارا اقتحاميا لأسابيع بل لشهور وسنوات، ولا أقصد هنا "الخضر" بمعنى الخضر والفواكه أوكل ما هو أخضر وإنما الفريق الوطني لكرة القدم .. بل الفريق الجزائري لكرة القدم لأن مفهوم "الوطني " لا يعني بالضرورة جزائري .وفي هذا السياق،نجد كل الابداعات الناجحة والخالدة كانت شعبية ... وفي كل المجالات،فثورتنا المجيدة هي الثورة الوحيدة في العالم التي لا ينتزعها زعيم...إلا زعامة الشعب بكل أطيافه ..
وحتى الأناشيد الوطنية،معظمها من كلمات وألحان الشعب ..كنشيد "جزائرنا" من كلمات محمد الشبوكي وألحان مجموعة من المجاهدين ..ومن الأهازيج " كأغنية ديوان الصالحين التي كانت تمرر رسائل مشفرة،للثوار والمجاهدين عبر الحلقات الغنائية في مختلف المناسبات والأعياد بمختلف المداشر والقرى .. وأيضا شعار " تحيا الجزائر " الذي لا يزال حتى اليوم ..وحتى في المجال الرياضي وهو موضوع حديثنا اليوم، فان مصدر الألحان والكلمات للأغاني الرياضية الناجحة و التي فرضت نفسها على الساحة الفنية والإعلامية وأصبحت تتداول حتى في الأعراس ومناسبات الأفراح،هي من ابداع الشباب،في غياب فضاء أو مؤسسات أو مشروع مجتمعي لسياسة شبانية مدروسة، فقد كتب ولحن وأدى، فأبدع ونافس حتى أهل المغنى،ولا أقول المطربين لأن ليس كل من يغني يطرب .. وعرف الشباب المؤلف والمؤدي لهذه الأغاني الرياضية وبذكاء ومنهجية سلسة كيف يمرر رسائل واضحة التي تعبر عن معاناته، كالحرقة والحقرة والتهميش والبطاقة وحتى البطالة .....
لنعد الى شعار الفريق "الخضر "3.2.1 viva l'Algérie وهو بيت القصيد .. حيث لا نعلم من قام بتأليفه أو تركيبه،فردي،أم جماعي ..؟ وأملي أن يكون هذا موضوع دراسة وتحليل ونقد .. وفي قراءتي له، لا أشعر بالانتماء لما يوحي اليه أو يروج له .للأسباب التالية :
أولا : ما المقصود ب 3.2.1 (وان.تو.ثري)
هل يقصد منها الفوز بالمراتب الثلاث الأولى والوقوف على منصة التتويج ورفع الراية الوطنية.أم يقصد بها المراحل التاريخية الثلاث الاستعمار- الثورة- الاستقلال" ثم لماذا باللغة الانجليزية !؟..
فإذا سلمنا أن مرجعيتنا هي الامازيغية والعربية أساس الهوية الوطنية فإنهما مغيبتان في الشعار فإضافة إلى "وان.تو.ثري" فإن viva بالاسبانية و l'Algérie بالفرنسية، لماذا هذا الثلاثي الاستعماري، الاستدماري المحدود.... !؟
أين أصالتنا، وهويتنا وبعدنا الضارب في عمق أعماق التاريخ والحضارات... !؟
هي جملة من التساؤلات وهي تشل خاطري وتجعلني أتقزز من هذا الشعار التغريبي المحظ. فمن خطط له ووزعه..وجعله قابلا للإستهلاك، دون تحديد تاريخ مدة صلاحيته...
فما دام كل شيء سهل، ويجوز تمريره، سأحاول أن أنجز شعارا لتناول الخضر والفواكه وفي أوقات ثلاث وبانتظام (فطور-غذاء-عشاء) (3.2.1) سعيا لاحترام شروط الحمية وأحافظ على صحتي ولياقتي وأن أصوم على مشاهدة مباريات كرة الندم (عفوا القدم) للفريق الجزائري التي تحمل هذا (الشي-عار)
رابح الأصقع
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 29/10/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : رابح الأصقع
المصدر : www.eldjazaireldjadida.dz