دحض الكاتب الألماني أوفه كنوب، في كتابه الجديد ”جنون التغذية”، تسعة اعتقادات خاطئة حول الطعام ووصفها ب”الأكاذيب التسع الكبرى”، وفي مقدمتها ما يشاع حول ضرر الملح.وشكك كنوب في فوائد الفاكهة والخضروات للصحة، ووقايتها من السرطان وأمراض القلب ودورها في إطالة العمر، مستشهدا ببحث للمركز الأوروبي للأبحاث المستقبلية، والذي خلص بعد دراسة بيانات نصف مليون شخص، أن الفواكه والخضروات لا تقدم ولا تؤخر حالة المصابين بالأورام الخبيثة، مضيفا أن عبارة ”الفواكه والخضروات صحية” لا تنطبق على الجميع، فبعد الحملة العالمية لتناول خمس وجبات من الفواكه والخضروات يوميا، ارتفعت نسبة أمراض المعدة والأمعاء بنحو 80 بالمائة.واعتبر كنوب الدراسات التي تقول إن اللحوم تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة القلبية باطلة، مشيرا إلى أن العلماء اختلفوا حولها، ولا يوجد إثبات علمي واضح يؤكد تلك المزاعم.وبخصوص النظرية التي تؤكد سلامة النباتيين من الأمراض، أشار إلى بحوث أجرتها جامعة مانشستر خلصت إلى أن الناس الذين يتناولون اللحوم وكل أنواع الغذاء مقارنة بالنباتيين يعانون زيادة طفيفة فقط في معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وأن نوعية التغذية لا تلعب دورا رئيسيا، بل ثانويا في الإصابة بهذه الأمراض، فيما اعتبرت دراسة أخرى من جامعة غراتس النمساوية أن متناولي اللحوم يتمتعون بصحة جسمانية وعقلية أفضل من النباتيين.. لافتا النظر إلى اختلاف الدراسات حول فوائد ومضار الخضروات، إذ يعاني أصحاب هذا النمط من مخاطر فقدان بعض المواد الغذائية والفيتامينات المهمة للجسم، وخاصة فيتامين ”بي 12” الذي يسبب فقدانه أضرارا للجهاز العصبي للإنسان، مشيرا أن هذا النمط غير مناسب بتاتا للأطفال والحوامل وكبار السن، و أن نحو 70بالمائة من النباتيين و80 بالمائة من الخضريين يعودون لا محالة إلى تناول اللحوم والأغذية الأخرى.وبالعودة إلى الملح ومضاره، أكد أن الدراسات العلمية المختصة لم تثبت صواب هذا الطرح، ولم تجزم بأن الملح يزيد من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. فيما الإثبات العلمي الوحيد في هذا الاتجاه، يؤكد أن تناول كميات كبيرة من الملح يسبب أضرارا للجسم، وقد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية.وحول أن شرب الحليب يقصر العمر، أكد كنوب أنه لا يمكن الأخذ علميا بهذا التحذير فالدراسة التي خلصت إلى هذا الاستنتاج، اقتصرت على نتائج نظرية ولم تكن بحثية.وعلى صعيد الربط بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم (أي ارتفاع نسبة الدهون)، بانخفاض معدل عمر الإنسان، أعاد إلى الأذهان بعض الدراسات التي تحدثت عن عكس ذلك تماما، وأكدت أن ارتفاع مؤشر كتلة الجسم يعني انخفاض نسبة الإصابة ببعض الأمراض.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/05/2016
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الفجر
المصدر : www.al-fadjr.com