9.3 بالمائة قبضة حديدية بين نقابات التربية والحكومة :

أنا أصدق وزير العمل، الطيب لوح، حين يقول إن البطالة في الجزائر بلغت 3 ,9 بالمئة فقط، هذا يعني أن 7, 90 بالمائة من الجزائريين القادرين على العمل لديهم وظائف، تتيح لهم العيش الكريم.
أنا في فرحة هستيرية، وأنا أتلذذ بتفوق الجزائر في توظيف العاطلين عن العمل، على المستعمر السابق الغاشم، فرنسا، حيث نسبة البطالة هناك 10 بالمائة أو تزيد قليلا، وحيث شبابنا تدق عليه الحكومة البيوت لتعرض عليه مناصب الشغل، وشباب فرنسا قابع في المقاهي.
لا تتصورون لحظات النشوة التي تجتاحني، وأنا أستمع إلى تصريح الوزير (الطيب) عن نسبة بطالة ب3 ,9 بالمائة، والتي تجعل الاقتصاد الجزائري يناطح الاقتصاد الأمريكي، حيث نسبة البطالة هناك 7,7 بالمائة، ويزاحم الاقتصاد الألماني، حيث نسبة البطالة 3, 7 بالمائة، ويدنو من الاقتصاد البريطاني، حيث نسبة البطالة 8 بالمائة، ويطيح بالاقتصاد الفرنسي أرضا.
لا يمكن أن تتصوروا غاية الغبطة التي أعيشها، وأنا أشهد هذا الإنجاز الأسطوري للحكومة الجزائرية في توفير فرص العمل للشباب والشيوخ والنساء، حين استطاعت أن تنزل بنسبة البطالة من 30 بالمائة عام 1999 إلى 10 بالمائة في 2012، ثم 3 ,9 بالمائة في 2013.
لا يمكن لكم أن تتخيلوا كم أنا سعيد بهذا الرقم القياسي الذي حققته الجزائر في غضون سنوات قليلة، دون وزارة تخطيط، وهي تتوجه إلى عرض خبرتها في توفير فرص العمل على الأشقاء في الصومال، وفي مدغشقر.
كم أنا في قمة السعادة الغامرة، وأنا أستمع إلى وزير العمل وهو يلعب بالأرقام، ويراوغنا جميعا، أحسن من مراوغات اللاعب لخضر بلومي الشهيرة، الذي كان ينظر في اتجاه ويمنح الكرة في اتجاه آخر، فحين يتظاهر شباب الجنوب، للمطالبة بالحق في الشغل، تقول لنا الحكومة إن البطالة 3, 9 بالمائة.
لا تتصورون كم اغرورقت عيناي بالدموع، وأنا أقرأ تصريح وزير العمل في الحكومة التي باتت تؤرخ للجزائر بدءا من 1999، وهو يقدم أرقاما غير منطقية للجزائريين ويقول لهم إن نسبة البطالة 3 ,9 بالمئة في الجزائر.
ما أنا متأكد منه أن هذه الأرقام تحتاج مني إلى كثير من البلاهة لأصدقها، وأن 3, 9 بالمئة من الجزائريين من يعملون فقط.
ملاحظة: تركت لكل قارئ حرية أن يملأ ما بين القوسين ليكون شريكا لي في هذا المقال وفي كل ما يترتب عنه.