الجزائر

841 طفل تعرضوا للاختطاف منذ 2001



841 طفل تعرضوا للاختطاف منذ 2001
تشير تحاليل أمنية لسلسلة الاختطافات التي شهدتها الجزائر عامة ومنطقة القبائل، خاصة أن قيادة تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال تكون وراء العمليات الاستعراضية المنفذة، لاسيما بمنطقة الوسط منذ 2005.فهذا أكبر المقاولين حداد مزيان، الذي ينحدر من أزفون، كان قد تعرض لعملية اختطاف من طرف مسلحين احتجزوه لعدة أيام بين أغريب وأزفون، بحجة أنه يملك أكبر حجم في الأشغال العمومية بالجزائر فراح يتنازل عن 25 مليار سنتيم مقابل تحريره، بل كان نفس المقاول سنوات قبلها، قد تعرض لمحاولة اختطاف وهو باتجاه مسكنه العائلي بأعالي أزفون لكنه تمكن من النجاة.وهذا محند سليمانة، من فريحة، صاحب أكبر شركة خاصة في تزفيت الطرقات، كان قد تم اغتياله بطريقة وحشية من طرف إرهابيين احتجزوه أزيد من شهر، إلى أن تم وضع جثته على طريق عمومي تم العثور عليها من طرف أهاليه إلى جانب حالات أخرى مناطقها، شهدت انتفاضات شعبية عارمة من طرف أهاليها كما هو الحال لعرش آث كوفي بدائرة بوغني بولاية تيزي وزو، الذي خرج كرجل واحد وهم يقتحمون معاقل الجماعات المسلحة التي اختطفت ابن منطقتهم، وهو فلاح معروف بمنطقة الوسط، والذي تم تحريره بفعل التعبئة الشعبية لعرش آث كوفي.المتتبع للساحة الوطنية يكتشف التصعيد الخطير الذي تديره الجماعة المسلحة منذ تولي دروكدال إمارة الجماعة، والذين يتحالفون مع شبكة الدعم والإسناد، مع اللغز المحير لدى الأجهزة الأمنية رغم تفكيك العديد منها والقضاء على أهم القنوات ومصادر الدعم المالي، وهو ما ذهب إلى تأكيده بعض المراقبين الأمنيين الذين أكدوا أنه قلص عمر تلك الشبكات التي سيتم القضاء عليها تدريجيا، وعلى ما تبقى من العناصر العملياتية الناشطة في الخلية المكلفة بالاختطافات، باعتبار أن الدعم هو مصدر استمرارية عناصر تلك الشبكات.. فهذه حالات أخرى عرفها مثلث الموت، خصوصا بومرداس التي سجلت أربعة اختطافات في شهر واحد استهدفت مقاولا بدلس، إلى جانب صاحب المركب السياحي بزموري الذي تم إطلاق سراحة بعد تسديد فدية قدرت بثلاث ملايير سنتيم، إلى جانب حالة أخرى لمقاول بثنية بنفس الولاية كان قد صنف ضمن تعداد المفقودين، رغم اتصال الخاطفين بعائلاتهم مطالبين مبلغ ثلاثة ملايين دج، ومقاول آخر بمنطقة واسيف بولاية تيزي وزو الذي تم اختطافه لعدة أيام من طرف إرهابيين أطلقوا سراحه بعد حصولهم على أربعين مليون دج. بل حتى أصحاب الحانات لم يسلموا من الظاهرة، فهذا صاحب ملهى بتيزي وزو تم قطع الطريق أمامه، ليتم اختطافه قبل ان يتم إطلاق سراحه مقابل 80 مليون سنتيم. إلى جانب هذه الحالات فإن ما وقع بساحل أزفون أعظم وأخطر بكثير، من خلال حادثة حجو غيلاس البالغ من العمر 19 سنة، الذي تم العثور عليه أياما بعد اختطافه وهو مدفون تحت الصخرة بشاطئ أزفون، إلى جانب اختطاف ابن مقاول بتيزي وزو بالضبط ببني زمنزر بدائرة بني دوالة. ويتعلق الأمر بالشاب يزيد كحيل 24 سنة، اختطف قرب مسكنه العائلي بقرية إغيل المال، ليتم إطلاق سراحه مقابل 250 مليون سنتيم. بل حتى التجار لم يسلموا من الظاهرة فهذا تاجر في الأربعين من عمره، تم اختطافه ببلدة بنوح وهو يملك أكبر مصنع لإنتاج المشروبات الغازية بتيزي وزو، والذي دفع فدية قدرت 1 مليار سنتيم مقابل إخلاء سبيله. وكانت مصادر رفيعة المستوى قد كشفت بلغة الأرقام، أن الجماعات المسلحة سلبت ما مقداره 20 مليار سنتيم، في 115 عملية اختطاف نفذتها في 2007 لوحدها. كما أن مجموع الحالات المسجلة منذ 2006، حيث تعالت أصوات الرافضين للواقع لاستهدافهم في أرواحهم وممتلكاتهم إلى حدود 375 عملية، منها 260 متعلقة بالحق العام، وهي من تنفيذ عصابات. لكن في 2008 ظهرت تقنيات جديدة تقف وراءها الجماعات المسلحة من مجموع 115 حالة، حاول فيها المتشددون تحصيل 600 مليار سنتيم. يشدد متتبعون لملف الاختطافات في الجزائر باعتبار الظاهرة ليست عارضة، كما أنها ليست هادرة عن مجموعات من المنحرفين من أجل ابتزار المال. وعن هوية الواقفين وراء هذه الاختطافات، تشير مصادر مسؤولة إلى إحصاء 115 حالة مصرح بها بينما ارتبطت 260 حالة بممارسات مافيوية لعصابات الجريمة المنظمة، لكن في المقابل الكثير من التساؤلات تدفع إلى التخمين أن العدد الحقيقي أكبر من المصرح به بناء على بلاغات من أهالي الضحايا.وكانت مصادر مسؤولة قد تحدثت عن اختفاءات ملغمة لما يزيدعن 150 طفل تم اختطافهم خلال الأشهر الأخيرة، والذين عثر على جثث غالبيتهم في حالة متعفنة بآبار مهجورة، حيث تعرض آخرون لاعتداءات جنسية.وقد كانت لها آثار سلبية علي هؤلاء بعدما تعرضوا لصدمات نفسية، كما راحت ذات المصادر إلى تأكيدها أن ظاهرة اختطاف الأطفال تفاقمت من 2012 وأوئل 2013، في الوقت الذي تراجعت مع بداية 2014. لكن كشوفات تقول أن 841 طفل تعرضوا للاختطاف منذ 2001 تتراوح أعمارهم بين 4 و15 سنة. وما يثير القلق، إلى جانب تنامي الظاهرة، رفع القيمة المالية التي يطلبها مدبرو الاختطافات الذين طالبوا بفديات 6 ملايير دج، لكن أولياء الضحايا دفعوا فقط نحو 1،2ملياردج.وكانت الأسر الجزائرية مع الأعوام الأخيرة في دوامة من الخوف والهلع على أبنائها بسب انتشار ظاهرة الاختطاف أومحاولتها في العديد من مناطق الوطن، على غرار البرج بمنطقة البشير التي شهدت اختطاف الطفل عبد اللطيف عمراني، الذي انتهى مقتله على يد أحد أبناء حيه. وهي الظاهرة التي تتفاقم خاصة مع انطلاق كل سنة دراسية جديدة. بل أضحت الظاهرة تنتقل من المدن الكبرى إلى المدن الداخلية، كتلمسان، خنشلة، المدية، تيزي وزو، وخصوصا بلدة ترميتين بولاية تيزي وزو التي عاشت منذ سنوات حادثة مأساوية بعد انتشال جثة طفل يبلغ 4 سنوات اختطفه ابن عمه الذي اعتدى عليه جنسيا قبل أن يقتله ويرميه داخل بئر معلقا بسلك حديدي به صخرة. وحالات أخرى، أين تم اختطاف طفلة تم التنكيل بها إلى غاية لفظها لأنفاسها الأخيرة بتيزي وزو .مأساة أخرى عاشتها قرية شعايب ببلدية مقلع، أين تم العثور على جثة الطفلة عقيلة، 16 سنة، مشوهة بعدما تم التنكيل بها ونزع بعض أحشائها وأعضائها البشرية.وتبقى ظاهرة الاختطاف في الجزائر، اللغز الذي يحير العائلات رغم تجريم العملية وفرض عقوبات صارمة على مرتكبي هذه الجرائم. لكن تشير مصادر عليمة إلى أن فك الشفرة مرهون بسن قانون خاص يفرض القصاص على كل من ارتكب جرما بهذا الحجم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)