الجزائر

7 آلاف حالة عنف ضد المرأة بالجزائر والظاهرة في تنامٍ



أكدت نورية حفصي الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات على حماية المرأة من العنف الذي تتعرض إليه يوميا ببلوغه درجة من الخطر يهدد التماسك الأسري والاجتماعي على حد السواء.وقالت السيدة حفصي في سرد الظاهرة المتفشية بالمجتمع رغم جهود الجزائر في محاربتها دون تردد خاصة بعد مصادقتها على اتفاقية »سيداو« المتعلقة بالقضاء على كل أشكال التمييز والعنف ضد المرأة أن الجزائريات لازلن يعانين في صمت منها بسبب العادات والتقاليد.
أرجعت نورية حفصي في ندوة إعلامية حول العنف ضد المرأة المنظمة أول أمس بمركز »الشعب« للدراسات الإستراتيجية بقاء الظاهرة حبيسة البيوت والأسر إلى ضعف التنسيق بين المجهودات المبذولة والمنظمات والجمعيات الناشطة في المجتمع داعية إلى تظافر الجهود واخذ القضية بجدية للخروج بنتيجة.
أوضحت الأمينة العامة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة الذي أقرته الأمم المتحدة في ال 25 نوفمبر من كل عام، أن الجزائر وضعت إستراتيجية وطنية للقضاء على الظاهرة ضمنت مختلف قوانينها الداخلية حقوق المرأة التي كرستها الشريعة الإسلامية والاتفاقيات والمواثيق الدولية.
وأشارت نورية في هذا السياق إلى أن هذه الإستراتيجية أكسبت الجزائرية مكانة ووجودا صلبا ومحترما في المجتمع مكنها من لعب دور خاص بعد تجسيد مبدأ المساواة في كثير من المجالات خاصة العمل الذي لازالت المرأة الغربية تناضل لإقراره.
وأبرزت المتحدثة خطورة تنامي الظاهرة »كونها تمس الخلية واللبنة الأساسية للأسرة فإذا كانت المرأة مهددة فستكون الأسرة غير مستقرة والمجتمع منهار« مشيرة إلى أن »إحصائيات الأمن والدرك الوطنيين ل2011 تفيد بان هناك حوالي 7 آلاف امرأة يطالها العنف، وهو رقم بعيد عن الحقيقة ولا يعبر عن تلك اللواتي يعانين في صمت«.
وأشارت نورية في مداخلتها إلى اخطر أشكال العنف الذي يستهدف المرأة خاصة في النزاعات المسلحة والحروب فهي أول من يشرد وأطفالها وتغتصب وتهجر مستشهدة بمعاناة المرأة الفلسطينية والصحراوية.
وفي هذا الإطار أكدت ممثلة اتحاد النساء الفلسطينيات »خضر العايدي« أن المرأة الفلسطينية »تعاني من عنف مزدوج الأول الممارس من العدو الصهيوني ويلمس ذلك في تقييد حركة المرأة المقدسية سواء كانت مسلمة أو مسيحية بهدف منعها من ممارسة شعائرها الدينية بالإضافة إلى تهجيرها وتشريدها، وكذا الفصل العنصري المتمثل في جدار العزل ما حالها دون الاتصال بعائلتها في باقي الأراضي«.
وإلى جانب ذلك ذكرت المتحدثة أن »قمة العنف الصهيوني الممارس يتجسد في التوقف لمدة طويلة بالحواجز الأمنية المنتصبة بالضفة الغربية حيث تم تسجيل 36 ولادة بسبب التأخر عن الوصول للمستشفى، وهو ما أدى إلى وفاة العديد من الرضع ضف إلى ذلك نفي الأسيرات المحررات إلى خارج فلسطين«.
وتحدثت الممثلة الفلسطينية عن صور أخرى للعنف الذي يعترض المرأة الفلسطينية قائلة: »انه يلمس داخل المجتمع الذكوري الأبوي من خلال القوانين البالية الهاضمة للحقوق والحريات كقانون الأسرة وقانون العقوبات الأردني الذي يخضع له سكان الضفة الغربية، ويحدد التشريع المذكور سن الزواج ب 15 سنة ما يحرمها من طفولتها ودراستها ومستقبلها والعقوبة المسلطة على الزنا والقتل على خلفية الشرف فهناك تحيز لجانب المرأة على حساب مكانتها«.
من جهتها قدمت الصحراوية شهادات حية في الندوة التي عرفت مداخلات ساخنة ونقاش ثري عن حالة العنف الذي تعيشه المرأة بالصحراء الغربية.
وقالت أن »العنف اكبر حالات انتهاك حقوق الإنسان للمغرب المحتل في الإقليم«.
واستغربت »الشعرة المباركي« كل ما يمارس ضد أخواتها وشعبها ومن دولة يجمعهم بها كل من العروبة والإسلام والجوار.
وأوضحت الشعرة أن كل »ممارسات الجيش المغربي ضد النساء من تعذيب واغتصاب وقتل وتهجير وسجن لن يحيدهن عن القضية الأم وهو استقلال الصحراء الغربية، بل على العكس ستزيدهن إيمانا بجدوى الكفاح والجهاد رغم التواطؤ الغربي وصمت الأمم المتحدة«.
وأكدت المتحدثة أن »هناك الكثير من النساء الصحراويات قابعات في السجون المغربية لأكثر من 15 سنة إلا أن ذلك لن يجعلهن يفرطن في أرضهن«، منوهة بنجاح المناضلة أميناتو حيدر في دخول الأراضي الصحراوية المحتلة متحدية المغرب مفشلة محاولاته فرض جنسية المملكة عليها.
المناضلة الفلسطينية شرموط زكية في شهادات مثيرة:
"عانيت مرارة العنف في الزنزانة الإسرائيلية والنفي مصيري المحتوم بعد تحريري"
استنكرت المناضلة الفلسطينية »شرموط زكية« الصمت العربي والمجتمع الدولي تجاه انتهاكات الكيان الصهيوني وسياسة التمييز التي يمارسها ضد المرأة الفلسطينية والذي لازالت تعاني آثاره لحد الساعة منذ أن تم تحريرها بعد 15 سنة من الأسر واستقبالها بالجزائر من طرف الرئيس السابق الشاذلي بن جديد.
وقالت »شرموط زكية« في تصريح ل »الشعب« على هامش الندوة المنظمة حول موضوع العنف ضد المرأة أنها دخلت السجون الإسرائيلية وهي حامل في شهرها الخامس أين تلقت كل أنواع التعذيب والرجم بالحجارة والحبس الانفرادي وولادتها لابنتها بالسجن بمساعدة فلسطينيتين، ناهيك عن تشريد أبنائها وتفريقهم بعد أن تم توزيعهم على ثلاث ملاجئ لتمنع لم شمل العائلة.
وأوضحت المناضلة أن معاناتها زادت أكثر بعد خروجها من الأسر ونفيها خارج الأراضي الفلسطينية بسبب قتلها 500 إسرائيلي وهو ما تسبب في رفض الدول العربية استقبالها على أراضيها لولا تدخل الجزائر التي استقبلتها ومنحتها الجنسية المؤقتة لها ولابنتها التي ولدتها بأرضنا.
واغتنمت »شرموط زكية« الفرصة لتطلب عبر جريدة »الشعب« ومديرها التوسط أمام المسؤولين الجزائريين حتى يمنحوها جواز سفر جزائري مؤقت لكي تستطيع دخول الأردن لمقابلة أبنائها الثلاثة المقيمين بفلسطين فكونها من »حيفاء« حال دون حصولها على جواز سفر أردني أو مصري لتبقى تعاني النفي والبعد عن الأرض والأهل والأبناء وهي في عمر ال 65 سنة.
سعاد ب
أميلة أحمد سلمة تؤكد ل»الشعب«:
"الأسيرات الصحراويات شعلة التحدي في وجه السجان المغربي"
أكدت الطالبة الجامعية »أميلة احمد سلمة محمد يحي« ذات 20 سنة أن معاناة المرأة الصحراوية كبيرة جدا وخير مثال على ذلك »أميناتو حيدر« إلا أن صمودها سيبقى شعله تحدي في وجه الاستعمار المغربي.
وأوضحت أميلة في تصريح ل»الشعب« على هاش الندوة المنظمة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة أن النساء الصحراويات يلقين كل أشكال العنف من اغتصاب وتعذيب وضرب وفصل عن الأبناء والعائلة ناهيك عن السجن مشيرة إلى وجود أمثلة كبيرة سواء بالخيام أو بالأراضي المحتلة ولا يفرقون امرأة ناضجة أو مراهقة.
وبخصوص النساء الموجودات بالسجون المغربية أكدت أميلة أنهن كثيرات رغم عدم وجود إحصائيات دقيقة بسبب التعتيم الإعلامي المغربي وحرمان الصحفيين من الاطلاع ن على الأمور لكن هناك جهود من الصحراويين عبر الوسائل التكنولوجية المتاحة كالهاتف النقال لتغطية الوضع وتجاوز جدار السرية المغربي حول الموضوع.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)