650 عامل بمركب الحجار في إضراب مفتوح

توقف 650 عامل موزعون عبر ورشات الفرن العالي والمفولذتين الأكسجينيتين، منذ أول أمس، عن مزاولة نشاطهم تنديدا بامتناع الإدارة عن صرف منحة الإنتاج المبرمجة كل 3 أشهر. انجر عن الإضراب المفتوح الذي شنه جزئيا عمال مركب الحجار، التوقف شبه الكامل للإنتاج، متسببا في خسائر مالية فادحة تقدر بملايير الدينارات جراء تأثر باقي الورشات بهذا الإضراب، المنتظر اتساع رقعته عقب إعلان باقي العمال مساندتهم لزملائهم في مطالبهم المشروعة. من جهتها، وعلى غير العادة، دعت نقابة المركب العمال المضربين إلى الالتحاق بمناصب عملهم، واسترجاع نشاطهم إلى حين التوصل لحل يمكنهم من تحصيل مستحقاتهم وهو الأمر الذي تم رفضه جملة وتفصيلا، بل وكان وراء اتهام النقابة بانحيازها لصف الإدارة التي تتماطل في كل مرة بعملية صرف رواتب 5600 عامل، على اعتبار أن المركب يعيش ضائقة مالية ناجمة عن اهتراء معداته، علما أن هذه الأخيرة كان قد تم تخصيص 1 مليون دولار لإعادة صيانتها وتهيئتها لاستعادة الأرقام الإنتاجية المهولة التي كان يعرف بها مركب الحجار خلال السنوات السابقة، وتجدر الإشارة إلى أن وقوف النقابة مع إدارة المركب زادت من إصرار المضربين على التمسك بخيار الإضراب الذي أعلنوا أنه سيكون مفتوحا إلى حين الاستجابة الكاملة لمطالبهم المشروعة. أمام شل الفرن العالي والمفولذات الأكسجينية من المنتظر أن تتهاوى الأرقام الإنتاجية مجددا بمركب الحديد والصلب، الذي يعيش فترة أقل ما يقال عنها إنها مأساوية قد تعجل بغلق أبوابه، خصوصا أمام العجز عن تمويل باقي مراحل المخطط الاستثماري الذي رصد له منذ 4 سنوات كاملة ما قيمته 763 مليون دولار لم يتم الإفراج عنها كاملة بعد، وهو الرهان الذي اعتبره العمال أصل مخاوفهم نتيجة تشكيله السبب المباشر في غلق مركب بحجم أرسيلور ميتال الذي تزداد وضعيته الإنتاجية، المالية والاجتماعية سوءا يوما بعد يوم.