وصف البروفيسور سليم بن خدة، رئيس مصلحة أمراض القلب بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، الساعة التي تلي الإصابة بتصلب شرايين القلب، بالساعة الذهبية التي يتوجب نقل المريض خلالها على وجه السرعة لاستعجالات أمراض القلب، مضيفا أن التأخر يؤدي إلى وفاة المصاب، وأن 60 بالمائة ممن يتعرضوا لتلك الإصابات يموتون في طريقهم إلى المستشفى.لاحظنا في السنوات الأخيرة ارتفاع إصابات السكتة القلبية بالجزائر، فما مردّ ذلك؟ يجب أن نعلم أن السكتة القلبية تحدث دوما تحت تأثير عوامل خطر تتسبب في تصلب شرايين القلب، ما يجعل مرور الدم عبرها غير ممكن، ويحدث ذلك التصلب بسبب تشكل صفيحات دموية على مستوى جدار الشريان، ما يؤدي إلى حدوث جلطة تكبر بسرعة البرق وهو ما يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي الذي يغذي القلب، الأمر الذي يتسبب في انقطاع تروية القلب ويحول بالتالي دون وصول الدم إليه، وهو ما ينجر عنه احتشاء عضلة القلب، ومن ثم الموت الفجائي أو السكتة القلبية.لا شك أن هناك عوامل تؤدي إلى السكتة القلبية، فهل لنا أن نعرفها؟❊طبعا هناك عوامل خطر تقف وراء تصلب شرايين القلب المؤدي للسكتة القلبية، أو ما يطلق عليه علميا “التصلب الشرياني العصيدي”، وتتمثل هذه العوامل في التدخين الذي يتسبب بعد سنوات في تصلب شرايين القلب، ناهيك عن النمط الغذائي الحديث، وهو نمط غير صحي بتاتا، إلى جانب القلق والتوتر الذي بات يميز يومياتنا وكذا الخمول الذي أصبح ملحوظا حتى عند أطفالنا، الذين تخلوا عن الألعاب التي ترافقها حركات جسدية كالجري.. وباتت ألعابهم على الكمبيوتر خاصة، وبينت دراسة جزائرية انتشار السمنة عند أطفالنا، وهو ما يجعلهم عرضة في المستقبل لخطر السكتة القلبية، كما أن للعامل البيئي دورا هاما، حيث إن التلوث الذي نواجهه يوميا يمثل أحد عوامل الخطر.وما هي نصيحتكم لتجنب الإصابة بتصلب الشرايين المؤدي للسكتة القلبية؟أؤكد في هذا المجال على الوقاية التي يجب أن تكون في مرحلة الشباب، وكذا الطفولة انطلاقا من فترة الرضاعة، خاصة مع امتناع كثير من الأمهات عندنا عن الرضاعة الطبيعية رغم ما لها من مزايا عديدة ومنها حماية الصغير مستقبلا من الإصابة بأمراض القلب، مع وجوب تغيير نمط الحياة الذي يحياه الجزائري وتعويد الصغار على عادات أكل صحي بهدف الحفاظ على صحة المستهلك الصغير، فنمنع قدر المستطاع استهلاك رقائق البطاطا “الشيبس” وغيره من الأكلات المؤدية للسمنة، مع حثهم على ممارسة الرياضات، وعلى رأسها الرياضة المدرسية الجماعية التي تشجّع الصغير على الاستمرار في الحركة عوض الخمول، كما أدعو الكبار إلى العودة لتعاليم الدين الإسلامي وعدم القنوط من رحمة اللّه أثناء مصادفتهم لمشاكل الحياة اليومية التي تسبب لهم القلق والتوتر “ألا بذكر اللّه تطمئنّ القلوب”، خاصة وأن فعالية ذلك أثبتت علميا، حيث بينت نتائج دراسة علمية أجريت عند اليهود أن اليهودي المتدين أقل عرضة للقلق والتوتر النفسي من غير المتدين.تحدثتم عن عامل الوقت في الإسراع بإسعاف الشخص الذي تعرض لتصلب شرايين القلب، فما أهمية ذلك؟يجب أن نعلم بأن الساعة الأولى التي تلي الإصابة بتصلب الشرايين هامة جدا في حياة الشخص ويطلق عليها اسم الساعة الذهبية، وبالتالي فإن الإسراع بنقل المصاب خلالها يحول دون موته حيث يتولى أطباء استعجالات أمراض القلب إسعافه، بالاعتماد على عملية القسطرة لفتح الشريان عن طريق إدخال أنبوب طبي من شريان الفخذ أو اليد وتوجيهه للشريان التاجي المسدود على مستوى القلب، ليتم فتحه وإعادة الحياة إليه شريطة أن يتم ذلك في الساعة الأولى أو على الأقل بعد ساعتين يمكن خلالها إنقاذ المصاب. لكن ما يحدث عادة عندنا هو وصول المصابين في وقت متأخر ناهيك عن قضاء وقت أكبر في ازدحام المرور عند مداخل المستشفيات، حيث أثبتت إحصائيات مصالح استعجالات أمراض القلب أن 60 بالمائة من الحالات تموت في الطريق إلى المستشفى. وهنا أود أن أبلغ للقراء رسالتين: أولاهما الحرص على أهمية الوقت ونقل الشخص بمجرد أن يحس بآلام “تعصر” قلبه على شكل كماشة تطال بعدها مستوى الفكّين ثم الكتفين، حيث يجب هنا الإسراع دون تردد، أما الثانية فالتأكيد على أهمية الوقاية وتجنب عوامل الخطر التي أشرت إليها سابقا لأن ذرّة وقاية خير من قنطار علاج.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 21/11/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : ص بورويلة
المصدر : www.elkhabar.com