مساعدات الوزارة ليست مخصّصة لرواتب الموظفيناحتضن قصر الثقافة، أمس الأحد، لقاءً جمع وزير الثقافة عز الدين ميهوبي بمديري المسارح الجهوية، وعددا من الإطارات السامية بالوزارة. وشهد اللقاء، الذي خصّص لمراجعة وتقييم المنظومة المسرحية، تكوين أفواج عمل للخروج بوثيقة لتنظيم الميدان المسرحي، في كلّ من الإنتاج، التمويل، مراجعة النصوص التنظيمية، التكوين، التوزيع، والمضامين. كما دعا ميهوبي إلى التحلّي بروح المسؤولية والتخلّي عن ثقافة الريع والربح السريع.أكد وزير الثقافة بأن إصلاح المنظومة الثقافية الوطنية بهياكلها وقوانينها ومضامينها لا يكون بالإملاء وإنما بالتشاور مع الفاعلين الثقافيين. وتحدث ميهوبي عن جزائر جديدة تتشكل في الاقتصاد والسياسة وكل الميادين، ولكن المجتمع الجديد الذي يتشكل مبني على رؤية مفيدة للأجيال القادمة، والثقافة جزء أساسي في هذا المشهد، لذا وجب التخلص من الأنانية والمحاباة والمحسوبية، وعلى الثقافة أن تقدم المثل في ذلك.«سنواصل دعم المسارح ونحافظ على الخدمة العمومية، ولكن المساعدة ستكون مبنية على دفاتر شروط عملية، ويجب على المسرحيين أن يبادروا ويقترحوا الحلول ونحن نساندهم، فنحن لا نملك العصا السحرية»، يقول الوزير، الذي أشار إلى دعم المسرح المدرسي والجامعي لإثراء الحياة المسرحية. شهد اللقاء تشكيل 6 أفواج، يضمّ كلّ فوج منها ثلاثة من مديري المسارح وممثلا عن الوصاية، بحيث كلّف فوج بمراجعة القانون الأساسي للمسارح، وفوج آخر يناقش التمويل سواء الدائم أو الإضافي، وفوج يناقش التوزيع لأنه يضمن ديمومة وانتشار الأعمال والترويج لها، وفوج يناقش الإنتاج، وفوج يتطرق إلى المضامين وكيفية الاختيار، أما الفوج الأخير فيعالج مسألة التكوين، على أن تكون السيدة بن شيخ، مديرة ترقية الفنون بالوزارة هي المنسقة العامة للأفواج الستة.بعد أسبوع تقدم هذه الأفواج تقارير في شكل مقترحات عملية، ويتم الإعلان عنها في وقت مبكر، يؤكد الوزير، مضيفا بأن نتاج هذا العمل سيكون وثيقة تنشر للرأي العام ويناقشها الفاعلون في الحياة المسرحية من أجل إثرائها، لتعتبر وثيقة للمسرح الجزائري الجديد، لأن الإبقاء على الوضع الحالي لا مستفيد منه والخاسر الأكبر هي الثقافة الجزائرية عموما والمسرح خصوصا، بحسب ميهوبي. «آمل أن نصل في الأسابيع القادمة إلى وضع تصور مستمر للمسرح، وسيكون اليوم العالمي للمسرح المصادف ل27 مارس، والذي سيشهد انطلاقة سنة المسرح في مستغانم، سيكون موعدا للإعلان عن قرارات مهمة»، يقول ميهوبي.لا يوجد مسرح في مأمن ما لم يلتزم بترشيد الإنفاق اعتبر الوزير بأن المسرح مؤسسة لتوزيع الأعمال المسرحية، لا أن يكون له فرقة وتقوم بأعمال خاصة بها، ويجب أن تكون المسارح منتجة، إذ لا يوجد مسرح في مأمن ما لم يلتزم بترشيد الإنفاق. كما تحدث عن وجود محاباة في قبول النصوص المسرحية، وهي ثقافة وتراكم سنوات بدأت سلبياته تظهر الآن. وعلى عكس الأعمال القديمة التي ما تزال صالحة إلى يومنا هذا، يشهد المسرح أعمالا استعجالية دون تفكير في الدعاية والترويج، وصار الأمر أشبه بالإنتاج المدرسي، ونفس الشيء ينطبق على السينما: «أنا لا أحس بالحرارة داخل هذه المؤسسات، ولا غيرة بعض المسرحيين على أعمالهم». قال ميهوبي إن مسرح بجاية بحث ويبحث عن الحلول، ومديره الشاب يحاول المبادرة، وأول ما بدأ به هو العمل على سداد الديون. كما أكد بأن الاعتصامات ليست حلا، وأن المسرح قد اختزل في وجود أشخاص غير موظفين، بدل التطرق إلى الجوهر بما في ذلك المضامين: «لما ننجح في المضامين سنجد أنفسنا بصدد التوظيف.. ولكن المسرح صار مهنة من لا مهنة له».قبل ذلك، كانت السيدة بن شيخ، مديرة ترقية الفنون بوزارة الثقافة، قد عرضت أرقاما متعلقة بقطاع المسرح بالجزائر، الذي يضمّ 17 مسرحا جهويا، إضافة إلى المسرح الوطني، في انتظار تحويل 4 مسارح بلدية إلى جهوية، وهي مسارح ورقلة، تسيمسيلت، برج بوعريريج والبويرة. شهدت السنة الماضية تقديم 40 عملا مسرحيا، بمعدل عملين لكل مؤسسة مسرحية، وعروض بلغت 2850 عرض مسرحي بالمسارح الثمانية عشر، بمعدل عرضين في الأسبوع، وهكذا فإن المسارح الجهوية لم تنشط سوى ما يعادل ثلث السنة فقط.أما السيد بوزغاية، مدير الإدارة والمالية بالوزارة، فأكد بأن تسقيف الميزانية ب 50 بالمائة تم بالاعتماد إلى الأموال المتراكمة لدى المسارح، وذلك اعتمادا على تقارير محافظي الحسابات، وأكّد بأن كل المسارح، باستثناء بسكرة والجلفة (الجديدين) لها حساب معتبر، كما أن مساعدات الوزارة ليست مخصّصة لرواتب الموظفين التي من المفترض أن تتكفل بها المسارح نفسها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 22/01/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : قصر الثقافة أسامة إفراح
المصدر : www.ech-chaab.net