أكد، أمس، عبد الكريم شوقي مدير المتحف المركزي للشرطة، على المستوى الإحترافي الذي بلغته مديرية الأمن الوطني والذي قال أنها تتطلع إلى هيكل جديد إلى جانب الأداء المتطور المسجل في تكريس الأمن والآمان للمواطنيين وحفظ النظام من طرف الشرطة، ولم يخف الإرادة القوية والسياسة المنتهجة من خلال الإقتراب من المواطنين والتحاور معهم، كاشفا عن العمل الجاري من أجل إيجاد هيكل جديد لمديرية الأمن الوطني يواكب التطور الجاري في الوقت الراهن.
قدم عميد الشرطة ومدير المتحف المركزي للشرطة في ندوة تاريخية نشطها بيومية »المجاهد« تحمل عنوان »صفحات من تاريخ الشرطة« احتفاء بخمسينية الإستقلال، وخمسينية تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني عرضا دقيقا ومفصلا عن كرونولوجيا هذا الجهاز الحيوي والحساس والذي لعب دورا فاعلا خلال ثورة التحرير المجيدة، وبعد الإستقلال رفع التحدي بإمكانيات ضعيفة وعتاد يكاد ينعدم في ظل غياب التكوين والإطارات..و..و..
واستنادا لدراسة أجريت بالتنسيق مع جامعة الجزائر قال عميد الشرطة شوقي أن الجزائر عرفت جهاز الشرطة منذ العصر القديم وحتى قبل الفتوحات الإسلامية على ضوء العثور على آثار تعود على الدولة النوميدية ويتعلق الأمر بآثار مازالت حية شاهدة في معبد الحفرة بقسنطينة وعكست وجود تنظيم أمني في المدن النوميدية، واستمر نشاط الشرطة في الدولة الإسلامية مع ظهور أول وال للمغرب موسى بن نصير، ولم يغب دور الشرطة وحضورها في تاريخ الدولة الرستمية والفاطمية وكذا الموحدية التي عرفت نظام شرطة جد متطور أما الدولة الزيانية كان نظام شرطتها محكما لأن السلطان بن حمو ترك لنجله وصية شدد فيها على حسن اختيار صاحب الشرطة لأن السياسة كياسة ورأي وفراسة.
وأوضح مدير المتحف الوطني للشرطة أن العصر الحديث عرف فيه الجزائريون في عهد الخلافة العثمانية نظام شرطة راق في ظل وجود رتب على غرار شرطة الأهالي وشرطة الطبقة العثمانية وتميزت الهياكل بالتنظيم ولم يخف ان القنصل الأمريكي أنذاك اندهش وصرح يقول أنه لا يعتقد أنه توجد في العالم شرطة بمستوى الشرطة الجزائرية، ولا يتمتع أي مواطن بأمنه وأمن ممتلكاته مثلما يتمتع به المواطن الجزائري.
ولم يغفل عميد الشرطة عن التطور الامني الملحوظ الذي شهده الجانب الأمني في عهد مقاومة الأمير عبد القادر على اعتبار أنه أساس الإستقرار مما جعل الجنرال الإنجليزي صكوت يعترف أن نظام الشرطة في عهد الأمير عبد القادر كان أكثر تطورا من نظيره المغربي، وقدم انتقاداته للشرطة الفرنسية والتي كانت ضد الشعب الجزائري ولم تخدمه بل مارست عليه القمع والإستبداد، بعد أن باشرت نشاطها في سنة 1838 بعد ان عينت محافظ شرطة.
الشرطة الثورية.. جاءت موازية للشرطة الفرنسية
أما شرطة ثورة التحرير المجيدة، قال مدير متحف الشرطة، أنه جاء ميلادها وهيكلتها في سنة 1956 وأطلق عليها الشرطة الثورية وكانت موازية للشرطة الفرنسية وبعد تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة أرسلت 4 دفعات من الطلبة الجزائريين في عام 1958 للتكوين في مصر وبدأ نشاطها بموعد الإستفتاء على الإستقلال وعقب الإستقلال في شهر جويلية اضاف عميد الشرطة شوقي مؤكدا أن تعيين أول مدير للأمن الوطني في 22 جويلية 1962 حيث سلم عبد القادر حصار المهام في قصر الحكومة إلى مجاد محمد، وكشف أن الجزائر انطلقت في رفع تحديها بضعف في التعداد والإمكانيات والتكوين ووفرت الدولة لباسا من صنع ياباني في سنة 1963 وكان الشرطي يتكون لمدة 8 أيام فقط ويستعمل الشرطي أسلحة ثورية.
واستمر مدير المتحف في تقديم الكثير من المعطيات التي نجهلها عن التحديات التي رفعها الجهاز والمدراء الذين تعاقبوا عليه والتحاق المرأة لاول مرة بالشرطة سنة 1973 ووضع الرئيس الراحل هواري بومدين لحجر الاساس لبناء مدرسة الشرطة التي تخرجت فيما بعد منها أعدادا هائلة من أعوان وإطارات الشرطة.
ركز على فترة المرحوم مدير الامن الوطني السابق علي تونسي منذ مجيئه سنة 1995 والتحديات التي رفعها والرهانات التي تمكن من كسبها من خلال فتح المقرات وتعزيز التكوين بل ذكر أنه أحدث ثورة في التكوين ورفع التعداد من خلال تطوير الأساليب وتجديد العتاد ومحاربة كل أشكال الجريمة واستغلال القدرات العلمية وتدشين متحف الشرطة وإنشاء الوحدة الجوية للأمن وما إلى غير ذلك، إلى جانب رفعه لسقف إحترافية جهاز الأمن، ثم تطرق إلى الفترة الحالية وما قدمه اللواء عبد الغني الهامل وصنفها ضمن الفترة الخامسة وقال أنه قيم الوضع وأحدث ديناميكية كبيرة، من خلال تحسين الوضعية الإجتماعية لمنتسبي الأمن وتعزيز قنوات الإتصال واعتماد اساليب جديدة في التعامل مع المواطنين وإعداد قانون خاص للشرطة والعمل على إيجاد هيكل جديد لمديرية الأمن الوطني تواكب التطورات الراهنة من أجل توفير الأمن والآمان للمواطن.
يذكر ان المديرية العامة للأمن الوطني سطرت بمناسبة خمسينية الإستقلال مجموعة كبيرة من المحاضرات بالتنسيق مع عدة وزارات وجمعيات للإحتفاء بخمسينية الثورة طيلة سنة كاملة.
واستمع الحضور إلى شهادة المجاهد صالح رحماني بخصوص الدور الذي لعبته الشرطة في الثورة التحريرية واغتنم الفرصة ليقدم وثيقة نادرة تتمثل في دفتر يتضمن تعليمات الولاية الثالثة سنة 1956 ويتعلق الأمر بتنظيم الشعب والشرطة والدرك وحماية الغابات.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net