5 سنوات لقاتل عشيقته ب " رأس الحمرة"

أدانت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، أمس، المتهم "ب.س" عقوبة 5 سنوات سجنا نافذا لإرتكابه جناية القتل العمدي التي راحت ضحيتها شابة في مقتبل العمر ب«رأس الحمرة" بعنابة، حيثيات القضية تعود إلى أواخر شهر ماي من سنة 2011، حين تلقت مصالح الدرك الوطني مكالمة هاتفية تفيد بوجود جثة تطفوا على سطح مياه البحر بالقرب من منارة رأس الحمراءوليد سبتيأين تنقلت عناصر الدرك إلى عين المكان ليتم إنتشال الجثة التي عثروا في ملابسها على بطاقة التعريف الوطني، وبطاقة الإقامة الجامعية التي بينت هوية المتوفاة، وهي شابة في العشرينيات تنحدر من حي عين الفضة بالكويف “ولاية تبسة”، وأثناء نقل جثة الضحية إلى المستشفى الجامعي لفت إنتباه عناصر الدرك الوطني وجود شاب في الثلاثين من العمر، حيث أظهرت التحقيقات أنه كان على علاقة غرامية بالضحية “س.د” التي تدرس بجامعة باجي مختار ، وهي التي أخبرت بدورها إخوتها الثلاثة أنها ستنتحر بسبب الضغوطات التي تعرضت إليها بالجامعة بسبب ضبطها في محاولة غش في الامتحان الخاص بمادة الإنجليزية أين أحيلت على المجلس التأديبي الذي قرر فصلها لمدة سنة، لكن وعند معاينة الجثة تبين أن المرحومة مصابة بجروح عميقة على مستوى مؤخرة الرأس والأنف والخد الأيمن كذلك، وهو الأمر الذي نفى إمكانية انتحارها وأكّد أن هذه الأخيرة تعرضت للقتل، وعند الاستماع إلى أقوال المتهم، أنكر “ب.س” التهمة الموجهة إليه موضحا أنه تعرف على الضحية عن طريق الهاتف قبل 10 أيام من وفاتها وأنه إلتقى بها مرة واحدة أمام القطب الجامعي بالبوني لفترة لم تتجاوز 15 دقيقة، ليكشف أنه اتصل بها صبيحة وفاتها وأخبرته أنها بصدد الذهاب إلى الجامعة، كما أخبرته أيضا أنها في حالة نفسية سيئة ومنهارة تماما بسبب المشاكل التي أبعدتها عن الدراسة، فيما حاول الإتصال بها مرة أخرى لكنه وجد هاتفها مغلقا، قبل أن يختفي أثرها نهائيا، وهو ما أضطره إلى الذهاب لملاقاة شقيقتها التي تدرس بجامعة “سيدي عمار” وتنقل رفقتها إلى مصالح الأمن الحضري للتبليغ عن اختفائها وإمكانية انتحارها، وأنه على الساعة العاشرة ليلا شاهد دورية لفرقة البحرية فيما أخبره أحد محترفي الصيد البحري الذي يعرفه سطحيا أن فرقة البحرية عثرت على جثة فتاة في البحر ومباشرة توجه إلى مصلحة حفظ الجثث ليتعرف على صديقته المتوفاة، وهي الأقوال التي تمسك بها أمام الضبطية القضائية خلال تصريحاته، وحسب أقوال شقيقة الضحية، فإن “س.د” قامت بإرسال رسالة إلكترونية لها جاء فيها أنها ذهبت إلى البحر لترمي بنفسها إلا أنها لم تستطع القيام بذلك، ومن خلال جميع التصريحات تبين أن المتهم لديه تضارب في أقواله عبر كافة مراحل التحقيق حول مكان تواجده ساعة الواقعة، مع إثبات التحقيقات أنه إلتقى بالشاهد “د.م” على الساعة الرابعة مساء بشاطئ “ريزي عمر” وطلب منه نقله للبحث عن صديقته المفقودة، ضف إلى ذلك إتصاله المستمر بأخت الضحية “د.ش” وذلك عن طريق رقم مخفي وهو الأمر الذي أنكره رغم ثبوته من خلال الكشف الخاص بمكالمات هاتفه النقال التي أكدت أيضا تواجده بالشاطئ الصخري “فيفي” يوم وقوع الجريمة، هذا وإلى جانب تأكيد جميع الشهود أن المتهم ليلة تواجده بالمستشفى عند إكتشاف الجثة كان هادئا ولم تبد عليه الحسرة رغم أنها عشيقته، ما جعل النيابة العامة تلتمس ضده عقوبة المؤبد، فيما أدانته المحكمة ب 5 سنوات سجنا نافذا.