الجزائر

5 جويلية يمر في صمت؟!



5 جويلية يمر في صمت؟!
فرنسا عادت خائبة أمس، من المونديال في 5 جويلية، مثلما عادت منذ 52 سنة خائبة من الجزائر. هكذا علق أحد الأصدقاء على الخسارة الفرنسية في المونديال. لكن لماذا هذا الصمت عندنا في هذه المناسبة التاريخية؟ هل الاحتفال بعيد الاستقلال والشباب صار شتيمة وعار؟ أم أنه الخوف من المساس بمشاعر فرنسا الصديقة؟وحده الرئيس بوتفليقة ما زال “وفيا” للشهداء، ووحده تنقل رغم المرض أمس، إلى العالية ليترحم على الشهداء بهذه المناسبة التي تمر في صمت رهيب.لا أظن أن عدم الاكتراث بعيد الاستقلال، بحيث لم تبرمج الحكومة أية مظاهر للاحتفال، سببه رمضان، فقد كان رمضان دائما في السنوات الماضية مناسبة للسهر تبرمج أمسياته التظاهرات الثقافية في كل جهة في العاصمة.قلت هل الخوف على مشاعر أصدقائنا بفرنسا؟ بعد كل هذه الجهود المبذولة للتقرب منها، وبعد ما فازت بكل الصفقات والاستثمارات في الجزائر، وما يترتب عنها من مصالح الأشخاص في السلطة ممن تربطهم وعائلاتهم مصالح خاصة بالضفة الأخرى.حتى الأفالان الذي كان سباقا للاحتفال بالاستقلال ولعن المستعمر والتذكير بما ألحقه بالبلاد وبالشعب الجزائري طول عقود من مظالم ومجازر ومحاولة محو للهوية، ومن استغلال لثروات البلاد، صار لأمينه العام إقامة دائمة في باريس، وصارت باريس تستقبله بالأحضان مثلما تستقبل أمواله المهربة إلى بنوكها حسبما نشرته الصحف والمواقع الإعلامية.فمن يجرؤ إذن على شتم المستعمر، والترحم على ذاكرة الشهداء بعد أن صارت باريس موطنا للقلب والمصالح لأغلب رجالات السلطة؟فهل المواطن البسيط الذي لم يبق له من طعم الاستقلال وفرحة النصر، إلا العلم الذي يرفعه بمناسبة الانتصارات الكروية، لم يعد يهتم هو الآخر بعيد النصر؟إنه الخامس من جويلية رمز انعتاق الجزائر من ربقة الاستعمار، فهل سنتخلى عن الذكرى، ونسقط في الصمت والنسيان، فإن لم نذكّر أبناءنا بتاريخهم وبما لحق بأسلافهم في مثل هذه المناسبات فمن أين لهم أن يعرفوا؟الجزائر التي تحول ليلها إلى نهار بالألعاب النارية بسبب فوز الفريق الوطني ومروره للدور الثاني، أمضت ليلة أمس، وما قبلها في صمت، وكأنها أسقطت المناسبة من دفاتر التاريخ ومن جدول الاحتفالات، طمعا في إسقاطها من الذاكرة الجماعية والوجدان. فالخامس جويلية صار فقط عطلة مدفوعة الأجر!؟لكن هيهات. فالمتتبع للمواقع الاجتماعية يدرك أن نوفمبر والخامس جويلية تعني الكثير للشباب الجزائري، ويعرفون عز المعرفة قيمة تضحيات الشهداء، ويعرفون أن هناك نية لمسخ الذاكرة وتقويض الاستقلال، ورهنه، مثلما يحاول البعض رهن مصير البلاد بأيدي الأسياد في فرنسا.تنويه:بعد عودة الفجر إلى الصدور في مطبعة الوسط، وبعد الاتفاق مع إدارة المطبعة للعمل باتفاق جدولة الديون الموقع في شهر سبتمبر 2013، أحيي من هذا المنبر، كل الزملاء في الصحافة الوطنية والدولية الذين وقفوا إلى جانب الفجر في محنتها ورفعوا راية الدفاع على قضيتها وكان دفاعهم هو دفاع عن شرف المهنة وحريتها ومستقبلها. فتحية احترام لهم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)