لم تكن احتفالات الخامس من جويلية اثنين وستين، قضية جزائرية فحسب، فقد اتجهت صوبها عيون الصحافة العالمية التي لم تتوان عن إسالة الكثير من الحبر لتغطية الحدث بكل جوانبه، فمن مظاهر الاحتفالات إلى الحديث عن الأزمات السياسية، وكذا التطرق إلى الرهانات والتحديات التي تواجهها الجزائر المستقلة حديثا.
جمعتها: إيمان مقدم
كانت احتفالات الجزائريين بفجر الاستقلال عظيمة لدرجة أنها شغلت الرأي العام العالمي بشدة، بعد أن تناولتها العديد من الصحف الوطنية والعالمية بشكل بارز، فجريدة ”لوفيغارو” الناطقة بالفرنسية سلطت الضوء على الظاهرة في مقال لها بعنوان: ”الجزائر المشوشة بعد أربعة أيام من ضجيج الاحتفالات تستعيد هدوءها”، وآخر بعنوان ”مسيرة أخرى في الجزائر احتفالا بالاستقلال”، أما جريدة ”لوموند” فقد سلطت الضوء على احتفالات الجزائريين المقيمين بفرنسا. أما جريدة ”المجاهد” لسان حال الثورة فقد خصصت عددا خاصا بالاحتفالات تناولت فيه كذلكك ”بعض الأصداء من الصحافة العالمية”.
كما خصصت بعض الجرائد مساحة للحديث عن معركة وهران، على غرار جريدة لوموند ولفيغارو، اللتين سلطتا الضوء على الموضوع في عددي الـ6 والـ7 من جويلية.
.. أزمة الأفلان تسيل الكثير من الحبر
وفي ذات الفترة الزمنية تحدثت العديد من الصحف عن المشاكل السياسية التي طرأت في الجزائر بعيد الاستقلال، حيث حدثت خلافات سياسية بين القادة السياسيين والعسكريين حول من يحكم، ففي عدد الـ5 جويلية تناولت جريدة لوفيغارو الأزمة بعنوان في تصريح لبن بلة من القاهرة: ”أؤيد بنود اتفاقية إيفيان، لكني أحتج على إقالة القادة العسكريين”، وفي مقال آخر لذات الصحيفة صدر بعنوان ”200 ألف عنصر من جهاز الأمن واليقظة بقسنطينة بأوامر من الأفلان”.
ومن جهتها جاء في جريدة لوموند في صفحتها الأولى ”أزمة في قلب الأفلان” تناولت من خلاله تنصيب عضوين من جيش التحرير الوطني ضد الجبهة، تشققات بين أعضاء جبهة التحرير الوطني والقيادات العليا في صفوف جيش التحرير الوطني.
أما جريدة الأهرام المصرية فقد مرت مرور الكرام على وضع الجزائر المستقلة واحتفالات الشعب الجزائري بنصره، وكذا تحديات الجزائر خلال المرحلة الجديدة، وراحت تكتب في كل مرة عن الأزمة والخلافات الفردية، ففي العدد الصادر صبيحة الاستقلال استهلت الأهرام عددها بمقال بعنوان: ”الموقف في الجزائر خطير”، وفي العدد الصادر بعد يوم من ذلك أصدرت ذات الجريدة مقالا بعنوان: ”الأزمة في الجزائر تزداد تعقيدا”، ومقالات أخرى بعنوان ”قوات جيش التحرير الجزائري الموجودة على حدود المغرب دخلت الجزائر واحتلت وهران”، وآخر على لسان بن بلة بعنوان ”بن بلة في حديث خاص للأهرام يشرح فيه تفاصيل الأزمة”، وفي ملحقها الأسبوعي نشرت مقالا للكاتب محمد حسنين هيكل بعنوان ”غيوم فوق الجزائر.
ومن جهتها، تناولت صحيفة لوموند الأزمة في عددي الـ6 و7 جويلية 1962 بعنوان ”الإرادة الشعبية تشكل حاجزا منيعا في وجه الدكتاتورية العسكرية في الجزائر مأخوذة من تصريح بن خدة في البيت الأبيض”، وفي عمودها اليومي بعنوان” لماذا بن بلة؟!” وفي مقال آخر نشرته ذات الجريدة بعنوان ”تلمسان في انتظار بن بلة وجيش التحرير المغربي بعد أن قامت عناصر هذا الأخير باقتحام الحدود”.
.. ما ذا بعد الاحتفالات
لم تتوقف الصحف العالمية عن رصد احتفالات الجزائريين ومشاكلهم، بل راحت كذلك للحديث عن تحديات الجزائر المستقلة ورهاناتها، إضافة إلى الأوضاع السائدة بعد نهاية الاحتفالات، فجريدة لوفيغارو تناولت في أحد أعدادها الصادر يومين بعد استقلال الجزائر: ”بن خدة يدعو إلى العودة السريعة إلى العمل بعد انتهاء الاحتفالات”، و”أعضاء الحكومة المؤقتة الجزائرية يعلنون التحضير للحكومة الجديدة”، وفي ذات الصحيفة تم تسليط الضوء على أهم تصريحات بن بلة التي أدلى بها من القاهرة.
ومن جهتها تناولت جريدة لوموند الصادرة يوم 6 جويلية ميلاد الحكومة الجزائرية الجديدة والتي تحمل على عاتقها التكفل بالشؤون الدبلوماسية الجزائرية، وكذا ضرورة العودة السريعة والمستعجلة لفرنسيين. وفي مقال آخر لذات الصحيفة تناولت فيه اقتحام عناصر جيش التحرير لأحياء المعمرين دون تهديد أمنهم وسلامتهم.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 04/07/2012
مضاف من طرف : aladhimi
صاحب المقال : سليمة حفص
المصدر : الفجر 2012.07.03