الجزائر

35 إرهابيا تم تسليمهم في ظروف غامضة، اثنان منهم يحاكمان يوم 20 نوفمبر تفاصيل صفقة سياسية بين القذافي والجزائر أمام القضاء



  تستمع محكمة الجنايات بالعاصمة، يوم 20 نوفمبر الجاري، لتفاصيل دقيقة من متهمين أحدهما من مالي والثاني جزائري، كانا حلقة هامة في تجارة السلاح واختطاف الرعايا الغربيين وتلقي فديات، بحكم أنهما كانا من أبرز أتباع عماري صايفي ومختار بلمختار في الصحراء. وبإمكان القضاء أن يحصل على معلومات هامة من خلال هذه المحاكمة، تخص صفقة سياسية عقدها نظام القذافي مع الجزائر لتسليم عشرات الإسلاميين المسلحين.   ''مقاتل أبو جبل'' هي كنية جزائري من بسكرة، تسلمته السلطات من حكومة تشاد العام الماضي بناء على تورطه في عمليات مسلحة كثيرة بالصحراء، استهدفت مصالح غربية وقوات الأمن ومصالح الجمارك. وتذكر مصادر قضائية لـ''الخبر''، أن أجهزة الأمن تنسب له المشاركة في عملية خطف الرعايا الأوروبيين الشهيرة، التي جرت وقائعها بتمنراست مطلع .2003 لكن المتهم نفى، حسب المصادر، صلته بالقضية عندما مثل أمام قاضي التحقيق. وفي المقابل يذكر ''مقاتل أبو جبل''، 39 سنة، أنه دخل مع جماعة ''البارا'' إلى تشاد في أواخر 2003 واشتبك رفقة 47 إرهابيا مع الجيش النظامي، أسفر عن مقتل 30 من أفراد المنطقة الصحراوية بـ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' سابقا. وأوضح في إفادته بأنه وقع في أسر تنظيم تشادي انفصالي، بقي بين يدي عناصره عدة سنوات. وكان يفترض أن يتم تسليمه إلى ليبيا مع عدد من الذين كانوا محتجزين لدى الانفصاليين التشاديين، بناء على مقابل مالي تدفعه الحكومة الليبية. وينقل عن ''أبو جبل''، أن صفقة تسليمه إلى ليبيا لم تتم بسبب خلاف حول المقابل المالي الذي اشترطته الجماعة الانفصالية، التي كانت تنشط في تيبستي شمال تشاد. وتسلمت سلطات النيجر في النهاية، ''أبو جبل'' بعدما طرأ تغيير على قيادة التنظيم الانفصالي الذي وضعه بين يدي أجهزة البلاد النظامية. وتنسب الأجهزة الجزائرية له عمليات إرهابية كثيرة، منذ التحاقه بالجماعات المسلحة عام 1996، عندما كان ينشط بنواحي الجلفة قبل أن ينتقل إلى الصحراء، حيث أدى ''مهام'' تحت إشراف مختار بلمختار، من بينها ربط صلات مع عساكر من الجيش المالي لشراء أسلحة. كان ذلك عام 2001، وكلفه بلمختار بنفس المهمة في موريتانيا. وقد رحّلت تشاد ''مقاتل'' بمعية رعية من مالي ينتمي لقبيلة ترفية، يكنى ''أبو يوسف''، الذي كان ضمن مجموعة ''البارا'' هو أيضا، ووقع أسيرا لدى الانفصاليين التشاديين، الذين سلموه لسلطات البلاد في أواخر 2010 بعد صلح عقدوه مع الحكومة. وينقل عن ''أبو يوسف''، 25 سنة، أنه التحق بصفوف الجماعة السلفية بفضل ''البارا'' ويملك هو أيضا تفاصيل هامة عن تداول السلاح في الصحراء، بحسب المصادر التي تحدثت إليها ''الخبر''. وينتظر، لو أدى القضاء الجزائري واجبه بعيدا عن أي ضغط، أن تفتك المحكمة تفاصيل هامة بخصوص الصفقة التي عقدها العقيد معمر القذافي مع الحكومة الجزائرية ما بين 2004 و2008، لتسليم أكثر من 35 إرهابيا بعضهم جزائريون، وآخرون من مالي والنيجر وموريتانيا. زيادة على ذلك يملك عناصر ''السلفية'' المرحلين خزان معلومات عن شبكة أقامها بلمختار وصايفي، مع ''عملاء'' لهما داخل جيوش نظامية بالساحل كانت تتلقى رشاوى وعمولات مقابل تسليم أسلحة وذخائر.  


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)